الملك من دافوس: يجب أن ننظر إلى القدس كمدينة للأمل تجمع ولا تفرق

78

الأردن اليوم – قال جلالة الملك عبدالله الثاني “إنه إذا تركنا القدس لتصبح مصدر خلاف للإنسانية بدل أن تكون مصدر أمل، فذلك سيكون كارثيا”.

وأضاف جلالته “أنه يجب أن ننظر للقدس كمدينة للأمل تجمع ولا تفرق، فالقدس لها مكانة عاطفية لدى الجميع، وخالدة لدى المسلمين والمسيحيين، ويجب أن يتم تسوية وضعها ضمن إطار الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وخلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أدارها الإعلامي الأميركي في شبكة “سي إن إن” (CNN) فريد زكريا، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، قال جلالته “إن القدس إذا لم تجمعنا فإنها ستخلق المزيد من العنف كما لم نرَ سابقا”.

وتابع جلالته خلال الجلسة الحوارية التي ستبثها الشبكة لاحقا ضمن برنامج “جي بي إس” “إننا ننتظر خطة سلام من الولايات المتحدة الأميركية، ولكن الفلسطينيين لا يرون في أميركا وسيطا نزيها للسلام رغم أنهم يرغبون بالمضي قدما بالسلام ويمدون أيديهم نحو الدول الأوروبية”.

وأكد جلالته “أنه لا يمكننا المضي قدما دون الولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه لا نعلم ما الذي ستقدمه في خطتها للسلام، ونحن بانتظار ذلك”.

وفِي رد جلالته على سؤال حول بديل حل الدولتين، قال جلالته “لا أدري أين ترى إسرائيل مستقبلها، وهل إذا كان هناك حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير حل الدولتين، كحل الدولة الواحدة”، متسائلا جلالته هل سيكون ذلك مقبولا؟ وأعتقد أن هذا الحل لن يكون واردا لأن الديمغرافيا تضع المزيد من المعوقات أمامه.

وأضاف جلالته “سأحكم على مستقبل حل الدولتين عندما أرى ما الذي ستقدمه الولايات المتحدة، وما الذي ستقتنع به إسرائيل، حيث قد لا يكون ما نتوقعه هو نفس ما سيتم تقديمه، ولكننا سنعمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين وكل الأطراف لإيجاد حل يساعدنا على التقدم”.

وفي رد على سؤال حول الهلال الشيعي، قال جلالته “إن ما أراه اليوم هو هلال إيراني، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية نرفض استخدام الدين كأداة للسياسة، ولا نمثل ذلك مطلقا”.

وأَضاف جلالته “أن السياسة الخارجية الإيرانية تتدخل في منطقتنا”، لافتا إلى “الحاجة إلى حوار بدلا من تعميق النزاعات، فإيران تنتهج استراتيجية طويلة المدى نحو المنطقة”، محذرا جلالته من طبول الحرب، وقال إن هناك خلافات كثيرة لا بد من مواجهتها بالحكمة.

وحول الملف النووي الإيراني، أكد جلالة الملك تأييد الأردن لأن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، مشيرا جلالته إلى أن هناك تفاهما أميركيا أوروبيا حول هذا الملف مع إيران.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد جلالة الملك أنه لا يوجد رابح في سوريا. مشيرا جلالته إلى نجاح الأردن والولايات المتحدة وروسيا في إنشاء مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا، وأن التحدي الآن هو المضي قدما في العملية السياسية ضمن مسار جنيف.

وبين جلالته أن الحل في سوريا ما زال بعيد المنال، حيث يوجد لاعبون دوليون وإقليميون بأجندات مختلفة.

وفي رد على سؤال حول النهج الحالي للسياسة الخارجية السعودية، أكد جلالته أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تلعب دورا فاعلا واستباقيا لم نكن نراه في السابق، وتضع خطوطاً حمراء أمام التدخل الإيراني وخطر الجماعات التي تساندها، والذي يهدد دول الخليج العربي.

وبالنسبة لليمن، أوضح جلالة الملك أن هناك تحديات تاريخية في اليمن، وقال جلالته “نحاول جهدنا أن نواجه التحديات الإنسانية فيه، حيث لا يمكن أن تتحمل ضمائرنا المصائب الإنسانية هناك”، لافتا جلالته إلى أن التحالف العربي يقدم الدعم، ودول الخليج العربي، تعمل على إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة وهو أمر أساسي.

وفي سؤال حول نظرة الغرب للإسلام، أكد جلالته “أن ما نواجهه هو عدم الإلمام بديننا الحنيف، وهو دين محبة وليس دين كراهية، وهو دين يؤمن بالإنجيل والتوراة والديانات السماوية الأخرى، دين ينادي بالسلام، وقال لدينا تحديات مع المتطرفين والخوارج الذين يستهدفون المسلمين كما يستهدفون غيرهم”.

وبين جلالة الملك “أن أخطر ما في الأمر أن نجعل من المجتمعات الإسلامية في أوروبا وأميركا ضحايا، ونضعهم في عزلة توجههم نحو التطرف”، لافتا جلالته إلى أن الولايات المتحدة شريك استراتيجي في الحرب ضد الإرهاب لمعظم دول العالم، وهذه حرب طويلة المدى، وهي حرب عالمية ثالثة بوسائل مختلفة.

وفي رد على سؤال حول التطورات التي شهدتها المنطقة منذ الربيع العربي، أوضح جلالته “أن الربيع العربي شكل مفترق طرق بالنسبة لنا، إذ بدأ بحركات من قبل الشباب الذين طالبوا بالتغيير الذي يستحقونه، واختطفته الجماعات الإرهابية والمتطرفون لتحقيق أجنداتهم”.

وأشار جلالته إلى أنه “لا بد لنا كدول عربية أن نتعلم من غيرنا، كما فعلت دول أوروبا، بل كذلك كما تفعل دول إفريقيا اليوم، حيث أنهم يعملون معا وينسقون فيما بينهم وحققوا تقدما كبيرا في إطار العمل الإفريقي المشترك”، مؤكدا جلالته ضرورة أن تعمل الدول العربية معا لتحقيق النمو والتكامل الاقتصادي فيما بينها.

اترك رد