الأردن اليوم – قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان النزاعات والانشغال بالقضايا السياسية، بالاضافة الى كثرة الأعباء على الجهات الحكومية وبطء التطور في الوزارات يضع التعليم في ادنى سلم الاولويات، مشيرة إلى أن التعليم هو الأهم بالنسبة لها لانه يمثل نقطة تحول وبحاجة ماسة للتغيير.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع جلالتها في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس اجرتها مذيعة قناة “سي ان بي سي” الامريكية تانيا براير، اكدت جلالتها ان الاردن تحمل الكثير نتيجة الازمة السورية واستقبال اللاجئين الذين لا يقطن سوى 10% منهم في المخيمات، والغالبية العظمى منهم في القرى والمدن، مما أثر على البنية التحتية والموارد والوظائف والخدمات والمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات، وتقاسم الأردنيون معهم القليل بسبب التقاعس العالمي، معبرة عن فخرها بالاردنيين، والصبر والكرم الذي اظهروه.
وأضافت جلالتها “أنه من المؤسف القول ان الاستجابة العالمية لم تكن كافية، بعض الدول كانت كريمة ولكن حجم ونطاق الأزمة يفوق كثيرا الدعم الذي نحصل عليه”.
وقالت انه يوجد اكثر من 65 مليون شخص نازح في جميع انحاء العالم تم اجبارهم على ترك منازلهم بسبب الأزمات والاضطهاد، و90% منهم ينتهي المطاف بهم في الدول النامية الاقل استعدادا للتعامل مع مثل هذه الازمات.
وبينت ان الاردن يخصص الان اكثر من 1/5 ميزانيته لتغطية الكلف المباشرة لاستضافة اللاجئين، في حين تنصلت بعض الدول الغنية من مسؤوليتها لاعادة توطين اللاجئين.
وأضافت جلالتها “هذه قضية انسانية، وبالتالي هي مسؤولية عالمية. ولا يجب ان تقع على عاتق منطقة لوحدها، او دولة واحدة مثل الاردن، والتي لا تستطيع تحمل هذه الأعباء وحدها في ظل اللامبالاة العالمية. اتمنى ان تبقى هذه القضية ضمن الاهتمام العالمي، وليس فقط التعبير عن التعاطف والذي نسمعه كثيراً، ولكن في الواقع الامر يتطلب المزيد من الدعم”.
وحول مدى تحمل الدول الغنية مسؤولياتها الانسانية، قالت جلالتها، على المجتمع العالمي ان يعطي اولوية لهذه القضية، مبينة اننا نعيش في عالم يسود فيه الخوف من كل التغييرات واحداها الهجرة، واشعر ان الافراد عندما يملؤهم الخوف، يؤثر ذلك على القرارات التي يتخذونها وذلك يغذي السياسة الشعبوية التي تعني في بعض الأحيان أن نبتعد عما نعتبره غريبا، ونسعى لما هو مألوف.
وبالنسبة لموضوع اللاجئين والهجرة، يجب التوصل الى ادراك ان حركة الأشخاص عبر الحدود هي جزء من التجربة الانسانية وليست منفصلة عنها، حينها فقط يمكن تحسين أنظمتنا الإنسانية بحيث تكون أقدر على الاستجابة لهذه الأزمات، وبغير ذلك سننتقل من أزمة إلى أخرى، وأعتقد أن هذا ليس في صالح أي شخص، لأنه على مدى التاريخ كانت الدول تستفيد من التنوع والاختلاف، ونمت اقتصادياتها عندما سمحت بدخول شعوب أخرى.
وحول قرار الادارة الامريكية، قالت جلالتها أن نقل السفارة الى القدس يجعل من الولايات المتحدة وسيطا متحيزا لانه حكم مسبق على وضع القدس، والتي بحسب قرارات الامم المتحدة والقوانين الدولية يجب أن تأتي في سياق سلام شامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين واقامة الدولة الفلسطينية.
واضافت أن القدس يجب ان تكون مدينة امل للجميع وهي رمز للسلام لكافة الأديان على حد سواء، ولا يجوز ان تكون الملكية لدولة واحدة على هذه المدينة التي ترمز للانسانية.
وكانت جلالة الملكة شاركت في عدد من جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي واجرت عدداً من المقابلات مع شبكات التلفزة الامريكية مثل “سي ان ان” و”فوكس نيوز”.