الفرز يستمر مع احتجاجات واعتقالات.. الأميركيون يترقبون نتائج الولايات الحاسمة وترامب: أوقفوا عد الأصوات
خرجت احتجاجات في شوارع عدد من المدن الأميركية، كما وقعت اعتقالات وصودرت أسلحة بالتزامن مع استمرار فرز الأصوات في بضع ولايات ستحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت الثلاثاء.
وفي أحدث تعليقاته التي تطعن في سلامة العملية الانتخابية، قال الرئيس دونالد ترامب في تغريدة مختصرة على تويتر اليوم الخميس “أوقفوا العد”، مكررا بذلك رفضه احتساب الأصوات المرسلة عبر البريد التي بدأ فرزها بعد يوم الانتخابات في عدد من الولايات.
وبدا المرشح الديمقراطي جو بايدن اليوم أقرب إلى الفوز في الانتخابات، حيث يضيق الفارق بينه وبين الرئيس الجمهوري ترامب في 5 ولايات، إذ يتقدم بايدن قليلا في نيفادا وأريزونا، في حين يراقب ترامب تقلص تقدمه الأولي في بنسلفانيا وجورجيا مع فرز الأصوات المرسلة بالبريد، والتي يُعتقد أن أغلبها يصب في صالح بايدن.
واحتفظ ترامب بتقدم بسيط في كارولينا الشمالية، وهي أيضا إحدى الولايات الحاسمة.
ويحتاج ترامب للفوز في الولايات التي لا يزال متقدما فيها بالإضافة إلى أريزونا أو نيفادا من أجل هزيمة منافسه وتجنب أن يصبح أول رئيس أميركي يخسر فترة الرئاسة الثانية منذ جورج بوش الأب في عام 1992.
متظاهرون مسلحون
ومع تصاعد التوتر تظاهر أنصار ترامب في فيلادلفيا مطالبين بوقف عمليات فرز الأصوات، فيما أعلنت حملة ترامب أنها سترفع قضية بشأن إجراءات الفرز في نيفادا.
وتجمّع الليلة الماضية نحو 200 من أنصار ترامب -بعضهم مسلحون ببنادق ومسدسات- أمام مركز اقتراع في فينيكس بولاية أريزونا بعد تردد شائعات عن عدم إحصاء أصوات للرئيس الجمهوري.
وفي ديترويت بولاية ميشيغان منع مسؤولون نحو 30 شخصا -أغلبهم جمهوريون- من دخول مقر يجري فيه إحصاء الأصوات،وسط مزاعم بأن الفرز في الولاية يشهد تزويرا.
وطالب محتجون مناهضون لترامب في مدن أخرى باستمرار فرز الأصوات، واعتقلت الشرطة 11 شخصا وصادرت أسلحة في بورتلاند بولاية أوريغون بعد أنباء عن أعمال شغب، كما حدثت اعتقالات في نيويورك ودنفر ومينيابوليس.
في غضون ذلك، قالت جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن إنهم متأكدون من أن بايدن سيحصل على 270 صوتا من المجمع الانتخابي، وسيعلنون فوزه فور الوصول إلى هذا العدد.
بايدن مطمئن
وقد عقد بايدن أمس الأربعاء مؤتمرا صحفيا في ولاية ديلاوير قال فيه إنه حصل على الأصوات الكافية للفوز، وإنه يتقدم على منافسه ترامب في ولايتي ويسكونسن وميشيغان بفارق يؤهله للفوز بهما، وأكد أنه في حال فوزه بالرئاسة سيكون رئيسا لكل الأميركيين.
من جهته، قال المحامي بوب باور مستشار حملة جو بايدن إن بايدن فاز في الانتخابات، وسيدافع عن هذه الانتخابات، مضيفا خلال مؤتمر صحفي أن “محاولات ترامب للتأثير في نيات الناخبين وتقويض الديمقراطية ستفشل دون شك”.
وأطلقت حملة بايدن ونائبته كامالا هاريس موقعا رسميا لفريقهما الانتقالي للرئاسة، وقالت الحملة على الموقع إن “الشعب الأميركي سيحدد من سيكون الرئيس المقبل، وإن عملية فرز الأصوات لا تزال مستمرة في عدد من الولايات”.
كما قالت الحملة إن البلاد تواجه أزمات حادة، مثل الوباء والركود الاقتصادي وتغير المناخ وانعدام العدالة الاجتماعية.
وأضافت أن الفريق الانتقالي سيواصل الاستعداد بأقصى سرعة حتى تتمكن إدارة بايدن وهاريس من أداء مهامها منذ اليوم الأول.
دعاوى قضائية
وفي المعسكر المقابل، تكافح حملة ترامب للإبقاء على فرصه في الفوز، فطالبت بإعادة فرز الأصوات في ويسكونسن، ورفعت دعاوى قضائية في ميشيغان وبنسلفانيا لوقف إحصاء الأصوات.
ورفعت الحملة كذلك دعوى في جورجيا، للمطالبة بأن تفصل مقاطعة تشاتام -التي تضم مدينة سافانا- الأصوات التي وصلت متأخرة لضمان عدم احتسابها.
كما طلبت الحملة من المحكمة العليا السماح لترامب بالانضمام إلى دعوى رفعها جمهوريون في بنسلفانيا بشأن ما إذا كان يحق للولاية قبول الأصوات التي تأخر وصولها.
من جهتها، وصفت جوسلين بنسون سكرتيرة ولاية ميشيغان الدعوى القضائية التي أقامتها حملة ترامب على الولاية بأنها “تافهة”.
وكان ترامب نشر من خلال حسابه في تويتر تغريدة تتضمن مقالا نشر في موقع “بريتبارت” (breitbart) اليميني يدعو إلى تنحي المدعي العام في ولاية بنسلفانيا بحجة أنه يحاول أن يسرق منه الولاية.
وتعليقا على المقال، كتب ترامب تغريدة ثانية قال فيها إن محامي حملته طالبوا بالسماح لهم بالدخول إلى مراكز الفرز لأسباب هادفة، ورأى أنه تم بالفعل إلحاق الضرر بنزاهة الانتخابات، وهو الأمر الذي تجب مناقشته.
ضباط مسلحون
وقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) عن مصادر مطلعة أن وزارة العدل الأميركية أبلغت المدعين العامين بأن القانون يسمح لهم بإرسال ضباط اتحاديين مسلحين إلى مواقع فرز الأصوات، للتحقيق في احتمال حصول عمليات تزوير في الانتخابات.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين سابقين أن رسالة وزارة العدل أثارت مخاوف من احتمال تدخل الحكومة في الانتخابات محليا أو في فرز الأصوات.
ووفقا للصحيفة، فإن القانون يحظر تمركز الضباط عند صناديق الاقتراع يوم الانتخابات، لكن الوزارة -بحسب مسؤولين سابقين- فسرت أنه يجوز حدوث ذلك بعد انتهاء التصويت.
مشاكل تقنية
في تلك الأثناء، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن براد رافنسبرغر سكرتير ولاية جورجيا أن هناك ما يقارب 90 ألف بطاقة اقتراع لم يتم فرزها بعد في الولاية، معتبرا أن فريقه سيحرص على فرز كل الأصوات، وأن كل الأصوات القانونية ستحتسب.
وقد نبه مسؤولون في إحدى مقاطعات ولاية جورجيا إلى وجود مشاكل تقنية قد تعيق عملية فرز آلاف البطاقات الانتخابية.
وفي السياق ذاته، قال توم وولف حاكم ولاية بنسلفانيا إن كل صوت له أهميته في الولاية، وإن هذا هو الوعد الذي قدمته الديمقراطية عام 1787، مشددا على أنه مصر على صون هذا الوعد في الولاية، وأنه سيتم فرز كل الأصوات بدقة.
من جهتها، حذرت الديمقراطية كيتي هوبز سكرتيرة ولاية أريزونا من التسرع في إعلان فوز أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية بالولاية.
وأشارت إلى أنه لا تزال هناك مئات الآلاف من بطاقات الاقتراع التي لم يتم فرزها بعد، ولا سيما في مقاطعة ماريكوبا، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولاية.
وأوضحت أن بطاقات الاقتراع التي لم يجر عدها بعد وصلت يومي الاثنين والثلاثاء، وتعود للتصويت المبكر.
وكانت وكالة أسوشيتد برس توقعت فوز الديمقراطي جو بايدن بالولاية على حساب ترامب، كما توقعت فوز الديمقراطي مارك كيلي بمقعد مجلس الشيوخ على حساب منافسته مارثا ماكسالي.