الصين والهند العالم الجديد..

91

كتب: خالد الزبيدي

يتجاوز تعداد سكان الصين والهند معا اكثر من ثلث سكان الارض، ويقدر الناتج الاجمالي للدولتين 20 تريليون دولار تقريبا، ويفوق حجم الاقتصاد الامريكي المقدر بـ 19 تريليون دولار، ويقترب متوسط الدخل في الصين من ستة الاف دولار، اما في الهند يقدر بـ الفي دولار سنويا، وتصدر الصين والهند منتجاتهما الى معظم دول العالم، وتحتل بكين مكانة مرموقة في تجارتها مع العالم وتحتفظ بفائض كبير جراء تنافسية منتجاتها جودة وسعرا، بينما تحتل الهند مكانة مرموقة في قطاعات حيوية اهمها تقنية المعلومات، وخلال العقدين القادمين ستتجاوز كل من الصين والهند على حدة الاقتصاد الامريكي المثقل بالازمات وتراكمات تبطئ قدرة الاقتصاد بشكل مريح، بينما ينمو الاقتصاد في الصين والهند بمعدلات تتراوح مابين 6.5% الى 7.5% سنويا، وقدرة عالية على استقطاب الاستثمارات الاجنبية في معظم القطاعات الاستثمارية.
الفلسفة الاستثمارية التي تستند اليها الصين والهند في علاقتهما مع العالم الخارجي ترتكز على بناء الشراكات مع الدول النامية ( دول الجنوب) بتقدم المساعدات، وتنفذ بالشراكة مشاريع تنموية دون التدخل في السيادة ولاتفرض الشروط، وتحرص على استخدام الموارد الطبيعية للدولة المستضيفة للاستثمارات اولا.. وتستورد ما تحتاج اليه من الصين والهند وفق كلف عادلة ومدروسة، وهذا النمط من الشراكة حقق نجاحا مؤثرا في افريقيا، وتتطلع بكين ونيودلهي لاسواق جديدة في المنطقة العربية وامريكا الجنوبية، وتحاول ربط اسواقهما باسواق المنطقة والاستفادة من موقعها الجغرافي والانطلاق منها الى اسواق جديدة.
وفي قطاع الطاقة الذي يوصف بأنه شريان الصناعة والحياة العصرية استطاعتا بناء مزيج مريح ومربح من الطاقة الاحفورية والمتجددة بما خفض تأثيرات ارتفاع اسعار النفط ومنتجاته على الاقتصاد من جهة وزيادة القيمة المضافة لاستخدامات الطاقة في الانتاج السلعي والخدمي، ومن المتوقع ان تصبح الصين والهند اكبر مستهلك للطاقة خلال عقد من الزمن نظرا لتسارع معدلات النمو الاقتصادي سنويا.
ان الالتفات الى الشرق اقتصاديا وإنسانيا اكثر جدوى من النظر الى الغرب والاعتماد عليه الذي يفرض الشروط ويتجاوز على حقوقنا ودول الجنوب بشكل عام، لذلك نجد نوعا من النفور من الغرب لاسيما امريكا وبريطانيا، بينما تجد ارتياحا غير عادي عندما تتعامل مع دول الشرق وشعوبها، وهذا الشعور له الف سبب وسبب بعضها قديم محفور في الذاكرة وبعضه الاخر نعاني منه يوميا في حياتنا..من تصريحات زعمائهم واساطيلهم التي تحاصرنا بين الحين والأخر وصولا الى محتوى ادبي وفني ظالم يجرمنا وينتقد الشرق بشكل عام..الشرق ملاذنا الاقتصادي علينا الاهتمام به.

اترك رد