مشروع أوروبي ضخم للاستجابة للازمة السورية في الأردن ودول الجوار
الأردن اليوم – أطلقت مجموعة من منظمات الإغاثة الرائدة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي مشروع مدته عامين استجابةُ للأزمة السورية ومن أجل تخفيف حدة التوتر بين اللاجئين والمجتمعات المستضيفة في الاردن ودول الجوار السوري باسم مشروع “عزم الشباب”.
ويشتمل المشروع على إطلاق قواعد محلية جديدة في الأردن ولبنان والعراق، تهدف إلى تمكين الشباب في جميع أنحاء المنطقة وإلى الحد من مخاطر التطرف من خلال التدريب على المهارات الوظيفية والتعليم ونوادي ولجان المجتمعات الجديدة وذلك لجمع الشباب معا من مختلف الخلفيات.
ويشارك في المشروع الذي يدعمه الصندوق الائتماني الأوروبي والمعروف باسم “صندوق مدد” تحالف يضم كلا من مؤسسة أجيال السلام في الاردن والمؤسسة الكاثوليكية الخيرية للتنمية الدولية ومنظمة كاريتاس لبنان ومنظمة الإغاثة الإسلامية ومؤسسة كويست سكوب ومنظمة الرؤية العالمية.
وقال رئيس تحالف عزم الشباب أليكس آدم دي ماثاريل: “غالبا ما يهرب الشباب من العنف في سوريا فقط لاكتشاف أنواع جديدة من الصراعات الاجتماعية والاضطرابات في بلد المقصد” اضافة الى انه ” تسبب تدفق ملايين اللاجئين بضغوطٍ هائلة، ليس على البنيةِ التحتية فحسب، بل أدى أيضاً إلى تجزئة المجتمع إلى عدة أجزاء بسبب تصاعد التوترات في المنطقة” ما يتطلب ان “يتم اتخاذ تدابير كمية هائلة لتغطية الاحتياجات المادية الفورية لللاجئين، ولكن غالباً ما يتم تجاهل احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية”.
وأضاف “تتمتع منظمات الإغاثة المشاركة في المشروع الجديد بسنوات من الخبرة على المستويات المحلية في معالجة هذه القضايا، ونحن علينا أن نسعى لإحداث تغيير ملموس في حياة الشباب من خلال معالجة الأسباب الجذرية بدلاً من الأعراض”.
وقال مدير التعاون والتنمية في سياسة الجوار الأوروبية مايكل كولر: “نقوم في هذا البرنامج بالجمع بين اللاجئين والشباب من المجتمعات المستضيفة في لجان ونوادي اجتماعية جديدة في الأردن ولبنان والعراق، كما سيتلقون تدريبات على المهارات الوظيفية والتعليم، وهكذا سيتعلم جيل جديد من الفتيان والفتيات كيفية التفاعل البنّاء مع بعضهم البعض والحصول على الوسائل والطرق الهامة ليصبحوا سادة مستقبلهم”، مشيرا الى انه سيشارك الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 25 عامًا في المشاريع المتوفرة في البلدان الثلاثة، حيث يصل عددهم إلى أكثر من مائة الف شخص.
وفي الأردن، ستقدم كل من مؤسسة أجيال السلام ومؤسسة كويست سكوب ومنظمة الرؤية العالمية مجموعة من البرامج تتضمن حصص التقوية التعليمية والتعليم غير النظامي وسبل كسب العيش والعمل على دعم الشباب، بما في ذلك أولئك الذين يواجهون نظام العدالة الجنائية، وسيكون للمنظمات المجتمعية دور في الترابط الاجتماعي وتعزيز العلاقات الإيجابية، كما سيتم توفير برامج التوجيه الأسري والدعم النفسي الاجتماعي والتعليمي.
وقال الدكتور مهند العربيات رئيس مؤسسة أجيال السلام: “بناءً على خبرة عشر سنوات بمؤسسة أجيال السلام التي يقودها الشباب لتحويل الصراعات في مختلف أنحاء العالم، فإن مبادرة “عزم الشباب ” هي فرصة رائعة للعمل مع شركائنا لإشراك الشباب بصورة شاملة، لتعزيز القدرة على التكيف وترسيخ التماسك الاجتماعي والحد من العنف والتعرض للتطرف في المجتمعات الأردنية واللبنانية التي تواجه ضغوطاً هائلة وسط وضع اللاجئين السوريين”.
وبين ستيفن شوارتز، رئيس “منظمة الرؤية العالمية – الأردن أنه “يتوقف مستقبل الشباب على التعليم الذي يتلقونه الآن، وقد تكون المدارس في سوريا قد دمرت فعليًا خلال الحرب، ولكن لا يمكننا السماح بتحطيم حلم الطلاب بالتعليم أيضًا، لذلك تسمح برامج “عزم الشباب” لهم بإدراك الوقت الضائع عبر منحهم أفضل الفرص في الحياة”.
وقالت هامبلين دولير، مديرة مشروع عزم الشباب لدى المؤسسة الكاثوليكية الخيرية للتنمية الدولية: “إن اللاجئين السوريين الشباب في لبنان يرفضون الاستسلام والخسارة على الرغم من مواجهة أهوال الحرب والتحديات المختلفة، ولذا سيعمل هذا المشروع على تسخير قدرتهم على الصمود والحفاظ على طاقاتهم، ودعمهم لكي يزدهروا في المجتمعات المستضيفة لهم، إلى جانب أقرانهم- الشباب اللبناني”.
ويقوم “صندوق مدد” التابع للاتحاد الأوروبي بتمويل ما قيمته 12,8 مليون يورو، أو ما يعادل 95 % من إجمالي تكاليف المشروع لمدة عامين، فيما تم تغطية النسبة المتبقية البالغة 5 % من قبل الوكالة الكاثوليكية الخيرية للتنمية الدولية ومنظمة الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم و منظمة الرؤية العالمية.
يشار الى ان الصندوق الائتماني الأوروبي يُعد أحد الأدوات الرئيسية في أوروبا لتقديمه تعهد بقيمة 3 مليارات يورو في مؤتمر لندن لدعم سوريا والمنطقة، وبفضل مساهمات 22 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بقيمة أكثر من 105 ملايين دولار، والمساهمات المختلفة المقدمة من أدوات ميزانية الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى تركيا، فقد وصل الصندوق إلى حجم إجمالي يصل إلى 1.4 مليار يورو حتى الآن وقد تمت الموافقة بالفعل على مشاريع تركز على التعليم وسبل كسب العيش والرعاية الصحية والمياه والبنية التحتية للصرف الصحي، حيث بلغ مجموعها 1.213 مليار يورو وقد تم التعاقد على ما يقارب 877 مليون يورو من قبل شركاء الصندوق الائتماني على أرض الواقع.