عادةً ما كان ينصحنا الآخرون بترك الجروح مكشوفة بعد تنظيفها وتعقيمها حتى تتعرض للهواء النقي ويُسرِّع ذلك في التئامها. هذه النصيحة كنَّا نسمعها مرارًا عندما كنّا صغارّا وكثيرًا ما نتعرَّض للكدمات والجروح. وعلى الرغم من أن فكرة ترك الجرح مكشوف من المسلَّمات وتبدو إلى حدٍ كبير فكرة منطقية، إلا أن الطاقم الطبي في المستشفيات يُسارعون إلى تضميد الجرح الجديد بعد تنظيفه.
فهل ترك الجروح الحديثة مكشوفة يُسرِّع من شفائها؟ أم يزيد الأمر سوءًا؟
مخاطر ترك الجروح مكشوفة..
في البداية، دعنا عزيزي القارئ نتّفق على حقيقة، وهي أن ترك الجرح الحديث مكشوفًا لن يساعد بأي شكلٍ من الأشكال في شفائه بسرعة، باستثناء الجروح البسيطة أو الكشطات. فالأفضل دائمًا تغطية الجرح بالضمادة.
قشرة الجرح
للجسم طريقة مثيرة في التعامل مع الجرح، وتختلف طريقته مع اختلاف نوع الإصابة. لكن أحد أكثر الطرق شيوعًا في مداواة الجسم للإصابات هي تشكيل القشرة على سطح الجرح.
وتبدأ عملية تشكيل القشرة بمجرد أن يُصبح هناك ثقبٌ بالجلد، حيث تتجمع الصفائح الدموية وتلتصق ببعضها في منطقة الإصابة لتُشكِّل جلطة على حجم الإصابة.
تُعتبر هذه القشرة بمثابة ضمادة بيولوجية واقية ومانعة للنزيف. وفي حالة كان الجزء المصاب من الجلد غير مكشوفًا، فإن القشرة تجف بسرعة وتتصلّب ثم تزول مع الوقت مع اضمحلال حجم الإصابة.
تكوين القشرة الصلبة على الإصابات ما هو إلا رد فعل مناعي طبيعي للجسم لحماية الإصابة بالعدوى والجراثيم، ويعمل على زيادة كفاءة خلايا الجلد الجديدة في التشكُّل. ما يعني أن ترك الجرح (باستثناء الخدشات البسيطة دون نزيف) معرَّض للهواء الطلق هو فكرة سيئة، ومن الأفضل تغطيته خاصةً إن كان جرحًا نازف.
لماذا تغطية الجروح أمرٌ في غاية الأهمية؟
لأننا بذلك نُحافظ على نظافة الخلايا وتشكُّل القشرة، ما يُقلل فرص حدوث ندبات مكان الجرح. فتغطية الجرح تُساهم بالحفاظ على رطوبته ما يُعزز من شفاء البشرة بشكلٍ أفضل.
كما أنه يُقلل من فرص تلوُّث الجرح والتهابه والإصابة بالعدوى. كما أن الجرح المكشوف معرَّض للتوسع وقد يُساهم ذلك بتفاقم الإصابة. لذلك، إن تعرّضت مستقبلًا لأي إصابة، من الأفضل أن تستعمل ضمادات لضمان شفاء الجرح بطريقة صحية سليمة.