عاد للحياة قبل يوم من التبرع بأعضائه

88

الأردن اليوم – حين ينسى الإنسان خالقه لفترة من الوقت تحدث معجزة إلهية لا يمكن توقعها علمياً أو فكرياً تجدد إيمانه بالله ومعجزاته المجسدة لرحمته بعباده. وحصل هذا مؤخراً مع طفل أمريكي في ولاية “آلاباما” الأمريكية الذي استعاد وعيه قبل يوم واحد من نزع الأطباء أجهزة الإعاشة عنه بعدما وقع والداه أوراق رسمية وافقا من خلالها على التبرع بأعضائه لمرضى آخرين أطفال متوقفة حياتهم عليها.

بدأ الأمر بإصابة الطفل الأمريكي ترينتون ماكينلي “13 عاماً” بكسور حادة في دماغه الصغير عندما انقلبت عربة صغيرة كان يستقلها ويلعب بها في شهر مارس- آذار الماضي،وبعد بذل الأطباء أقصى جهدهم في إنقاذه ومعالجته لفترة امتدت لأسابيع،أعلن الأطباء لوالديه بأسف إنه لن يتعافى،وأنه قد ينقذ خمسة أطفال مرضى يحتاجون إلى نقل أعضاء إبنهم ترينتون.

معجزة عودة الطفل إلى الحياة

وافق الوالدين بطيب خاطر على التبرع بأعضاء إبنهم بعد تأكدهم من أطبائه إستحالة إستفاقته من غيبوبته التي اعتبرها الأطباء موتاً دماغياً نهائياً،مشجعين والديه على التبرع بأعضائه لإنقاذ الأطفال الآخرين،وقبل يوم واحد من نزع أجهزة إعاشته في المستشفى،أظهر ترينتون إشارات إسترداده وعيه تدريجياً.

اعتبر في عداد الموتى ل 15 دقيقة كاملة

بالطبع يتمسك الأهل عادةً بالأمل،وهناك عائلات كثيرة ترفض الإستسلام مبكراً ،وتصر على إبقاء أجهزة الإعاشة على أبنائها حتى النفس الأخير،وحدث هذا لشهور وسنوات في بريطانيا وأمريكا في حالات أسوأ من حالة الطفل الأمريكي ترينتون ،لكن ما جعل والديه يصلان لحالة يأس هو تأكيد أطبائه بأن ترينتون لم يتأثر فقط بالصدمة الدماغية بل هو يعاني من إصابة خطيرة أخرى نتجت عن الحادث،وهو مصاب أيضاً بتهشم في الجمجمة .

وقالت جينفير رايندل والدة ترينتون ، إن إبنها الصغير مر بجراحة معقدة في المخ عقب الحادث بالإضافة إلى إصابته بقصور في وظائف الكلى،وتوقف القلب المفاجيء،وبحسب وصف الأم: اعتبر ترينتون في عداد الموتى لمدة 15 دقيقة كاملة،وأكد أطبائه بأنه لن يكون طبيعياً مرة أخرى.
التبرع بأعضائه.

وصرحت الأم لشبكة سي بي إس التلفزيونية إنها وافقت على توقيع أوراق التبرع بأعضاء إبنها ترينتون عندما علمت بأن هذه الأعضاء من الممكن أن تنقذ أرواح خمسة أطفال آخرين.
وأضافت قائلة: وافقنا،وطلبنا التأكد من الإبقاء على ترينتون على قيد الحياة حتى تنظف أعضاؤه تماماً من أجل التبرع بها.
وتابعت: في اليوم التالي كان من المقرر أن يجري الأطباء آخر اختبار لموجات المخ لكن أعضائه الحيوية استأنفت عملها،ما أدى إلى إلغاء الإختبار.

كان في الجنة بفترة غيبوبته الدماغية

و فور استيقاظه من غيبوبته الدماغية الذي لا يزال في مرحلة التعافي البطيء قال ترينتون: ارتطمت بحاجز خرساني وسقطت العربة على رأسي ،ولا أتذكر ما حدث معي بعد ذلك.

ووصف ترينتون حالته خلال غيبوبته الدماغية وبقائه على قيد الحياة بأجهزة الإعاشة

لقناة تلفزيونية أمريكية : بأنه شعر كأنه في الجنة عندما كان فاقدا الوعي.

ولا يزال الطفل الأمريكي ترينتون ماكينلي يعاني لغاية الآن من آلام وانقباضات في الأعصاب،ويحتاج إلى جراحة أخرى.

وقالت الأم إن إبنها ترينتون يمشي ويتحدث كما يحل مسائل رياضية أيضاً،واصفة ما حققه من تعافي بأنه “معجزة”.

ولمن لا يؤمن بالمعجزات الإلهية، لا بد أن يؤمن بها بعد حدوث معجزات كثيرة في بقاع الأرض بعد يأس واعتقاد كثيرين بأن زمن المعجزات انتهى وولى،لكن معجزة صغيرة مثل هذه تؤكد أن المعجزات موجودة لتذكرنا بعظمة الله وقدرته،وعلينا أن لا نيأس من رحمة الله أبداً،وأن ننتظر معجزاته في حياتنا التي لا تنتهي.

اترك رد