حمزة أول مصاب بالتوحد يشارك بمنتجاته في بازار أردني

70

الأردن اليوم – بدأ حمزة، الذي أصبح شابا، رحلته مع التوحد كغيره من الاطفال في عمر السنتين، عندما لاحظ والديه عليه عدم التفاعل والتجاوب معهما، مما شكل صدمة بالنسبة لهما، بحسب والده ياسر عكروش.

يقول والده” إن لحظة اكتشاف حالة التوحد عند ابني حمزة في عمر السنتين تقريبا، أصبت ووالدته بمرض السكر في نفس الأسبوع، إلا أنه وبعد أن تجاوزنا الصدمة، وجدنا أن لاخيار أمامنا إلا أن نتفهم الحالة ونعمل عليها، فلم نترك طبيبا أو مركزا إلا وزرناه لعلاج طفلنا الصغير”.

نقلنا حمزة البالغ من العمر 15 عاما،بحسب ما يبين والده،نقلة نوعية على صعيد أنسنة تصرفاتنا داخل المنزل وحتى خلال علاقاتنا مع محيطنا الخارجي، لافتا إلى أن الحضارات التي تقاس بأكثر من معيار سواء بالتقدم التكنولوجي أو الموسيقي أو الرياضي الثقافي، إلا أن قياس أنسنة العالم تاتي في المقدمة من تعامل المجتمع مع الأطفال المصابين بالتوحد.

ويعتبر عكروش أن اصابة ابنه غيرت معنى الحب والعطاء لدى أفراد الأسرة، مما أوجد بداخلها حالة فريدة من التجانس،الامر الذي جعله يفكر بضرورة ايجاد مركز حرفي مهني متخصص لحالات التوحد لكي يتعلم الاطفال مهن معينة يستفيدون منهما ولا يكونوا عالة على المجتمع .

وأضاف : أثبت حمزة قدراته الكبيرة بعد أن التحق بمركز تدريبي بالتأهيل ليكون أول شاب مصاب بالتوحد يشارك في بازار أردني يعرض من خلاله أعماله التي انتجها في مجال الحرف والحلي والاعمال اليدوية ،معتمدا على جهده وتواصلة بالتدريب وقدرته على العطاء والمثابرة التي سمحت له الاعتماد على ذاته .

وتحدث مدير مركز تناغم للتربية الخاصة الدكتور جاك سركيس في الامسية التفاعلية حول التوحد التي اقيمت بالتعاون مع النادي الأرثوذكسي /الفحيص عن اضطرابات التوحد وتجربة الشاب حمزة مع التوحد بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة والدته المحامية سهير عكروش، وبحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان المهندسة ميسون الزعبي والأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهند العزة،مبينا أن تجربة حمزة تجربة فريدة وصل فيها مرحلة الإعتماد على الذات، مؤكدا أنه لم يصل الى هذه المرحلة لولا الوعي والتفهم الحب والدعم من أهله وبيئته .

ويوضح الدكتور سركيس أن التوحد عبارة عن اضطراب نمائي مرتبط في اختلال بالجهاز العصبي يعاني المصابون به من صعوبة التواصل الاجتماعي والتعبير والخراكات المتكررة لافتا الى أهمية التعامل مع حالات التوحد بالدعم والصبر والمثابرة والارادة للتمكن من تحسين حال الطفل وتدريبة على الاعتماد على ذاته .

ويقول إنه لم يتمّ لغاية الآن تحديد العوامل المسببة لهذا الاضطراب ولا زالت الأسباب تقع ضمن إطار الفرضيات التي توزّعت بين عوامل جينية ووراثية وأخرى بيئية كظروف الحمل والولادة أو نقص الأكسجين عند الولادة أو اللقاحات، وانتقال الفيروسات والأمراض المعدية، وتناول بعض المواد الكيميائية السامة، أو خلل في المناعة،لذلك لم يعرف السبب المباشر للتوحد وما يتم من تدخلات علاجية يقع ضمن الفرضيات،كما انه لم يتم إثبات علاج ناجع للاضطراب باستثناء التدخلات السلوكية التي تُسهم في تحسن حالة الطفل لا شفائه.

ويحذر سركيس من استغلال بعض الجهات لمعاناة الأهالي والمتاجرة باحلامهم ومشاعرهم وطرح علاجات لم تثبت فعاليتها مثل الأدوية والعلاج بالأكسجين المضغوط والبدلة العلاجية واخضاع الطفل لنظام غذائي معين، مشددا على أن مثل تلك العلاجات مكلفة جدا قد تصل إلى آلاف الدنانير مقابل عدم شعور الأهالي بتحسن أطفالهم .

ويدعو الى تأهيل الخريجين الجدد للتعامل مع حالات التوحد، خاصة وأن غالبية العاملين حالياً في هذا المجال هم من خريجي التربية الخاصة ،الى جانب استحداث تخّصص جامعي يُعنى باضطراب التوحد على وجه التحديد.

وكان رئيس النادي الارتوذكسي المهندس ادولف صويص أشاد بالتجربة التي قدمها المركز لاطفال التوحد ودور الاهل في تفهم مشكلة ابناءهم ورعايتهم لايصال الحقائق العلمية للناس وتوعيتهم على التعامل مع هذه الحالات المستجدة في مجتمعاتنا . فتجربة الشاب حمزة كانت انموذجا لنجاح المركز حيث أصبح شابا يافعا يعتمد على نفسه متسلحا بالمعرفة محاطا بالمحبة من أسرته ومن المحيطين به من أبناء المجتمع.

اترك رد