الأردن اليوم – “لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي.. لأجلك يا بهيّة المساكن.. يا زهرة المدائن.. يا قدس؛ يا مدينة الصلاة أصلّي.. عيوننا إليك ترحل كل يوم.. تدور في أروقة المعابد.. تعانق الكنائس القديمة.. وتمسح الحزن عن المساجد.. يا ليلة الإسراء؛ يا درب من مرّوا إلى السماء .. عيوننا إليك ترحل كلّ يوم.. وإنّني أصلّي”.
بهذه الكلمات قبل سنوات طويلة؛ صدحت حنجرة فيروز لـ”القدس”، الحاضرة في العقول والقلوب، لكن “مدينة الصلاة” و”زهرة المدائن” اليوم، تتشح بالسواد حزنا على ما يرتكب بحقها من جرائم، جراء تبعات القرار الأميركي المتعلق بنقل السفارة الاميركية، الذي ضرب بعرض الحائط، مشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم.
” السواد” يجلل القلوب، والحزن يلف المدينة، شوارعها وأزقتها، ناسها، وحوانيتها، رجالها ونساءها وأطفالها وشيوخها، يشعرون بخذلان العالم لقضيتهم، فاليوم؛ القدس ممددة على مذبح الخذلان”.
هذا هو حال “القدس”، واصفا إياه، الناشط خلدون أن “مدينتنا حزينة، أهلها حزينون، الجميع هنا يشعر بالخذلان”، وقرار “نقل السفارة الأميركية إلى القدس اليوم” جريمة جديدة بحق المدينة المقدسة.
ولفت عويس إلى أن “المقدسيين” سيبقون مدافعين عن مدينتهم، برغم كل المؤامرات التي تحاك على قضيتهم، وتسعى لتهجيرهم وطردهم من أرضهم، مشيرا إلى أن “القرار الأميركي”، وما يعرف بـ”صفقة القرن”؛ يهدفان لتصفية الوجود المقدسي في القدس، لاستباحتها من المحتلين.
أمين سر تجار البلدة القديمة خالد صاحب، أكد أن “المقدسيين؛ لن يتركوا مدينتهم وحدها في مواجهة القرار الأميركي الصادم”، فسكانها – بحسبه – هم خط الدفاع الأول والأخير عنها.
وأضاف الصاحب بلهجة متحدية، “تركنا العالم وحدنا في مواجهة القرار الأميركي، القاضي بنقل السفارة الأميركية للقدس، بعدما تركنا سابقا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أنهم سيواجهون هذا القرار”.
وأشار الى أننا “سنبقى مرابطين مهما كانت المغريات. هذه قدسنا ولن نتنازل عنها، فكل شبر فيها يرفض الاحتلال”، لافتا إلى أن المقدسيين، يعون دور جلالة الملك عبد الله الثاني بالوقوف في وجه كل المشاريع التي تستهدف القدس وبقائهم فيها”، موجهين رسالة شكر وتقدير له على مواقفه التي سيخلدها التاريخ.
بدوره؛ قال المقدسي محمد أبو داود، إن القرار “صفعة على وجوه أبناء المدينة، الذين يرفضونه، مؤكدين سقوط القناع عن وجه الإدارة الأميركية البشع التي دائما كانت تتغنى بالسلام”، مشددا على أن هذا القرار، يفتح صفحة جديدة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لا يختلف في شيء عن “وعد بلفور المشؤوم”.الغد