عام على فيروس كورونا.. فماذا فعل بنا؟!

101

الأردن اليوم:قبل عام بالتحديد كان العالم بأكمله يتندر على رجل صيني تناول طائر خفاش نقل له فيروس كاد يودي بحياته، أما اليوم وبعد هذا العام على تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في الصين لم يعد هناك حديث يهم شعوب العالم أكثر من كيفية النجاة من كورونا.

فيروس مجهري بالغ الصغر يغزو الأرض من مشرقها إلى مغربها ويقف العالم بكل ما يملكه من علم وتطور أمامه عاجزا حتى اللحظة في اكتشاف علاج له، وكأنه جاء ليذكرنا بأنه مهما بلغ الإنسان من تطور وقوة فإن فيروسا مجهريا شديدَ الضآلة قادرٌ على الفتك به وإرباك حياته بل وحياة كل نشاط لدول بأكملها وإرباك تجارتها واقتصادها وحياتها الاجتماعية وأنشطتها وطيرانها وشركاتها الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبرى العابرة للحدود.

لكن ماذا فعل فيروس كورونا بالعالم بعد عام واحد مر على البشرية كأنه أعوام طويلة، سؤال لا يذهب من أذهاننا جميعا، إلا أن الإجابة عليه تتلخص بثلاثة نقاط:

أولا: ساوى هذا الفيروس بين الغني والفقير، فلا مفر من الإصابة به مهما كان شأنك ومركزك الاجتماعي، فكورونا دخلك البيوت الفارهة والقصور المشية والقلاع الحصينة، وأصاب من الحكام والقادة حول العالم ما أصاب، منهم من رحل ومنهم من نجى، لكنه أرسل رسالة واضحة أي ذلك الفيروس، بأن لا أحد محصن أمام اندفاعه المميت.

ثانيا: أظهر فيروس كورونا حاجة دول العالم لبعضها البعض، ولم تعد القوة العسكرية هي من تحكم وتفرض هيمنتها وسيطرتها على القرار العالي، بل أصبح العلم والمعرفة والكفاءة هي المقياس الأول للتحكم بالعالم والشعوب على حد سواء، وحل سباق العلم والمعرفة مكان سباق التسلح والقوة.

ثالثا: جسد هجوم الفيروس على البشرية، مسطلح العولمة، ومقولة أن العالم قرية صغيرة، وبات من الواضح أن أي خلل أو حدث أو كارثة تقع في دولة ما، لا بد أن يكون لها تأثير متفاوت على غالبية دول العالم.

تكثر الأحاديث والأخبار هذه الأيام عن لقاح أو لقاحات يمكن لها أن تكون المنقذ للبشرية من خطر هذا الفيروس الذي أزهق أرواح الملايين حول العالم، لكن كل تلك الأخبار الداعية للتفاؤل لا تمنحنا الراحة وتزيل الخوف الذي ربما يستمر لسنوات أخرى، وحتى بعد زواله بشكل نهائي لن يعود العالم الذي خبرناه مجددا مهما حاولنا.

اترك رد