الأردن اليوم – أمضى جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وقتا من ساعات ظهيرة امس الثلاثاء، بين طلاب وطالبات أكاديمية المكفوفين في عمان التابعة لوزارة التربية والتعليم.
واستمع جلالتاهما من الطلبة إلى شرح عن مشاريع قاموا بتصميمها وتنفيذها، في مختبر STEM لتعليم المكفوفين العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة.
الطلبة تحدثوا عن تجربتهم في تطوير مشاريعهم ومن ضمنها كيفية عمل الدارة الكهربائية وتنفيذها عملياً على أرض الواقع، وتصميم الروبوتات، وربط الشطرنج لتعليم الرياضيات للمكفوفين بأسلوب سهل وشيق.
كما استمع جلالتاهما إلى شرح من مدير الأكاديمية عبدالمنعم الدويري، أكد فيه استخدام الأكاديمية أحدث وسائل التكنولوجيا في التعليم، وتوفير البيئة التربوية والتعليمية المناسبة لفئة ذوي الإعاقة البصرية من كلا الجنسين من جميع أنحاء المملكة من الصف الأول الابتدائي حتى التوجيهي.
وأشار إلى أن الأكاديمية تضم 34 غرفة صفية، وتقدم الخدمات التأهيلية للطلبة مثل تأهيل ضعاف البصر وتدريب الحواس الأخرى والتدريب على التنقل والحركة ومهارات الحياة اليومية، إضافة إلى تقديم المساندة والإرشاد النفسي والصحي والعديد من الخدمات الترفيهية والثقافية والاجتماعية مثل الموسيقى والرياضة والرسم.
ولفت الدويري إلى أن عدد الطلبة الذين يدرسون في الأكاديمية حاليا 295 طالبا وطالبة، يسكن 20 منهم في صالة النوم الداخلية التابعة للأكاديمية، مضيفا أن عدد العاملين فيها 153 موظفا؛ من بينهم 101 من أعضاء هيئة التدريس، ومنهم 55 من المعلمين ذوي الإعاقات البصرية، مشيرا إلى أن الأكاديمية تقوم بطباعة مناهج وزارة التربية والتعليم بطريقة برايل لكافة الطلبة في المملكة.
وكان معرض الرسومات إحدى محطات جولة جلالة الملك وجلالة الملكة في مرافق الأكاديمية، الذي يشتمل على لوحات فنية للطلبة، أشرف عليها الفنان التشكيلي سهيل بقاعين صاحب مبادرة “رائحة اللون”، التي تعنى بتعليم الطلبة تمييز الألوان من خلال الرائحة.
وتحدث الطلبة عن تجربتهم في المشاركة في معارض فنية وكيفية استخدام الألوان ذات الرائحة بمساعدة الفنان سهيل بقاعين.
ورافق جلالتاهما في الزيارة، وزير التربية والتعليم، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية.
يشار إلى أن أكاديمية المكفوفين تأسست عام 2011 كمبادرة ملكية، وهي الأكاديمية الوحيدة في الأردن التي تعنى بالطلبة ذوي الإعاقة البصرية من مختلف مناطق المملكة.
وفي مقابلة صحفية، قال الفنان سهيل بقاعين أنه يعمل مع فئة الطلبة من ذوي الإعاقات البصرية والمكفوفين منذ سبع سنوات، ساهم خلالها في إقامة معارض فنية لروسومات وأعمال الطلبة على المستويين المحلي والعالمي.
واشار إلى أن الطلبة يتمتعون الآن بثقافة فنية ولديهم إلمام واسع بالفنانيين والألوان وكل ما يتعلق بخلط الالوان، وأن لكل طالب خياله وفكره ويحاول أن يعبر عنه بالرسم.
وعن تمييز الألوان من خلال الرائحة، بين بقاعين أن اللون الأحمر، على سبيل المثال، تكون رائحته الفراولة أو التفاح، والأصفر تكون رائحته الليمون والأخضر برائحة النعناع وبقية الألوان لها روائح محددة.
الإعاقة البصرية ليست حاجزا أمام الابداع، كما قالت الطالبة أسيل بشار، التي لفتت إلى أن الأكاديمية وفرت لها الكثير من الوسائل، كالتعلم باستخدام لغة بريل وتعلم الفن التشكيلي والرسم، مضيفة أنها وزملاؤها يتمتعون بالخيال والبصيرة.
وأشارت إلى أنها قامت برسم عدة لوحات منها لوحة مستوحاة من الموناليزا، وأخرى بعنوان الصرخة إضافة إلى لوحة بعنوان ليلة النجوم، ولوحات فنية أخرى رسمت فيها جلالة الملك.
أما الطالب مجد أبو دلو، في الصف الأول ثانوي، تحدث عن تجربته في علم الروبوتات والتطبيق العملي للطلبة في مختبر STEM.
وقال إنه ومع مجموعة من طلبة الأكاديمية قاموا بإجراء بعض التعديلات في المنهاج حتى يكون مناسبا أكثر للمكفوفين، كما قاموا بعمل كاتالوج خاص لقطع روبوت، وتصميم كتيب إرشادات للكفيف حتى يستطيع تركيب الروبوت بشكل بسيط وسريع.