أقدم أسير سياسي في العالم يدخل عامه 41 في سجون الاحتلال

68

الاردن اليوم : دخل الأسير القائد نائل البرغوثي (أبو النور) اليوم عامه (41) في سجون الاحتلال، منذ اعتقاله عام 1978، وهو عميد الأسرى في السجون وأقدم أسير سياسي في العالم.

ولد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في الـ23 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1957م، واُعتقل للمرة الأولى عام 1978م، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و(18) عاماً، قضى منها (34) عامًا بشكل متواصل.

رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، وكأن اسم “أبو النور” تحته خط أحمر يمنع الإفراج عنه.

في الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011م، وضمن صفقة تبادل “وفاء الأحرار” حررت المقاومة الأسير نائل البرغوثي إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي كان أسيراً لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

تزوج البرغوثي بعد الإفراج عنه من الأسيرة المحررة أمان نافع، حيث تصادف هذه الأيام مرور تسعة أعوام على زواجهما، لم يمضيا منها سوى ثلاثة أعوام. في الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2014م، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، وأصدرت بحقه حُكماً مدته 30 شهراً.

وبعد قضاء أبو النور مدة محكوميته، أعادت محاكم الاحتلال العسكرية حُكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عاماً، إلى جانب العشرات من محرري صفقة “وفاء الأحرار”، الذين أُعيدت لهم أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.

الأسير الحر وعلى مدار أربعة عقود من الاعتقال، فقدَ البرغوثي والديه، وتوالت أجيال، ومرت العديد من الأحداث التاريخية على الساحة الفلسطينية، وفي العالم، وهو ما زال يقبع في زنازين الاحتلال وظلمة سجونه. ونقلت زوجته ايمان نافع خلال زيارتها الأخيرة له في سجن “بئر السبع –ايشل” رسالة قال فيها: “لو أن هناك عالم حر كما يدعون، لما بقيت في الأسر (41) عاماً”.

رسائل مقاوم وعبر سنوات الاعتقال الطويلة، وجه الأسير نائل البرغوثي عدة رسائل كتبت بمداد الدم وبصبر الأيام العجاف خلف أسوار اسجن العالية.

وأكد  أن الطريق الوحيدة لتحريرهم تبدأ أولاً من الوحدة الوطنية، كمنطلق أساسي لاستعادة الهوية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للقضية وأهدافها التحررية.

ولفت البرغوثي إلى أن الأحداث المؤلمة التي تعصف بنا يجب أن تُعزز من وحدة نضال شعبنا في درب التحرير، وليس في درب المشاريع المؤقتة.

وأشار إلى أن “محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية، داعيا إلى العمل على رفع منسوب الوعي الوطني لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمصيرنا”. وشدد  على أن قضية محرري صفقة “وفاء الأحرار” يجب أن يكون المفتاح لإتمام أي صفقة تبادل لتحرير الأسرى.

عائلة مقاومة وفي أواخر عام 2018 اغتالت قوات الاحتلال بدم بارد الشهيد صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم وهما أبناء شقيق الأسير أبو النور “الشيخ عمر البرغوثي”، والذي اعتقل أيضا وزوجته سهير البرغوثي، وأفراد عائلته، وهٌدم منزلين للعائلة.

وتعرض العائلة لعمليات التنكيل وما تزال، علماً أن غالبية عائلته تعرضت للاعتقال عشرات المرات على مدار سنوات الاحتلال. وباتت عائلة البرغوثي المناضلة عنوانًا ومدرسة ورمزًا لكل العائلات الفلسطينية في تضحياتها، فمنهم الشهيد والجريح والأسير، ولا يزال الثبات والمقاومة والتشبث حاضرًا في كل حدث وموقف.

ورغم حرمان عائلة البرغوثي من عدد من أبنائها، إلا أنها استطاعت أن تنقش اسمها بحروف من نور ونار، في صفحات المجد بتاريخ الشعب الفلسطيني، الذي لا يزال صامدا مقاوما متصديا بصدره في مواجهة آلة حرب الاحتلال حتى دحره ورفع راية الانتصار.

المصدر / فلسطين أون لاين

اترك رد