كرة القدم احدى أشهر وأقدم المهارات الرياضية الممارسة بين الشعوب على الأطلاق منذ اختراعها، فهي الرياضة الجامعة ،الموحدة للنفوس، وسالبة القلوب، فتراها تخطف أنظار الناس فيأتون أفواج من كل ناحية ليشاهدوا هذه الكرة المستديرة بكل فنياتها و جمالها و قوانينها التي تحكم الفريقين المجتمعين المتألفين من إحدى عشرا لاعبا لكل فريق من ضمنهم حارس المرمى الذي يتسنى له إمساك الكرة بيديه على غرار اللاعبين الأخرين .
شوهدت أول بطولة جامعة للعالم عام ١٩٣٠ في الإوروغواي،حتى تهافتت الدول بعدها لإستضافة البطولة لما لها من عائد اقتصادي وثقافي وسياسي عليها ، و هكذا بدأنا رؤيتها كل أربعة أعوام في دولة مختلفة و ها هي اليوم تقام في روسيا ، حيث شاركت بها أربع منتخبات عربية .
ولم يقود الحظ إحدى هذه المنتخبات للتأهل للدور ١٦ أو لنقل أصابتهم اللعنة، لكن لحظة واحدة من فضلك أيها القارىء هل بالفعل لها علاقة بالحظ أم إنها لها علاقة بالمهارة البدنية ؟! إن كنت تعتقد أن هذان السببان الرئيسيان خلف خسارة المنتخبات العربية ، فلتعلم أن السبب الحقيقي هو تفكيرك الذي قادك لهذا الإعتقاد! إنه أسلوب حياة و ثقافة ! وهنا يكمن إختلاف فيما بيننا ..
لو فكرت قليلا لوجدت بأن معظم المباريات التي خاضتها المنتخبات العربية قد خسرت في الدقائق الأخيرة و گمثال على ذلك مبارة الأوروغواي و المصر حيث سجل هدف الفوز في الدقيقة ٨٩.. إنه الوقت و إحترامه و كيفية تقديسه بالإضافة إلى اللياقة الذهنية .. إنهم منذ الصغر يتعلمون كيفية إحترام الوقت و أن وقت العمل مخصص للعمل و وقت المغادرة يبدأ بعد ذلك ، أما نحن منذ الصغر تلقينا عدم إحترام الوقت ،في المدرسة الحصة الأخيرة ملل و إنتظار وقت المغادرة ، الصفحات الأخيرة من الكتاب لا تشرح لأن الفصل قارب على الإنتهاء ، الساعة الأخيرة في العمل لا ينجز بها شيئا إنها ساعة لإنتظار المغادرة ، لذلك يفوزون بالدقائق الأخيرة لأنها بالنسبة لهم دقائق من ضمن الوقت المتاح مثلها مثل الدقائق الأولى جميعها مناسبة للفوز ، و نخسر لأن الوقت إنتهى بالنسبة لنا ! نحن بالدقائق الأخيرة ننتظر صفارة الحكم فقط ، وعلى غرار هذا إننا نخسر عندما يسجل بنا هدف بوقت مبكر لأننا لا نحاول مجاراة الأحداث و إستعادة توازننا و تقبل فكرة إختلاف الخطة التي رسمت لنا قبل المباراة وهذا ما يسمى باللياقة الذهنية.
جامعة اليرموك /قسم الصحافة /المقال الصحفي اشراف رئيس قسم الدراسات العليا رئيس قسم الصحافة الصحافة الدكتور زهير الطاهات.