ملائكة الشوارع.. حلا هياجنة

84

كتب: حلا هياجنة

يقال أن الشارع ليس مكان تعيش فيه الملائكة ،لذلك نم ي صغيري بين أحضان والدتك ودعها تخبرك بما فعلت الساحرة الشريرة ببياض الثلج والأقزام ،وبعدها نم واحلم بآمالك وآحلامك واستيقط على صوتها الشجي وهي تدعوك لتناول الإفطار قبل أن تذهب إلى مدرستك ، من أخبرك أن مكانك هنا ؟ألم يخبروك عن آشباه الشياطين من الإنس !هنا ليس مكانك ،عالمي هنا موحش يشبه ذئب ذات الرداء الأحمر ،عد إلى بيتك فأنت ترهقني بعنادك ،كيف لملاك مثلك العيش بين هذا الكم الهائل من الصخب والضجيج فالبكاد أتحمله أنا .

عمالة الأطفال “ملائكة الشوارع” ربما قد أجبرتهم الظروف ليكونوا في عالم غريب يختلف عن عالم رسومهم المتحركة ، فلم يجدوا انفسهم إلا على إشارات ٍ من المفروض أن ألوانها قد تسعدهم فأحباب اللَّه معروفين بعشقهم للآلوان إلا أن هذه الألوان سوى بداية ونهاية لمارٍ هو أحد آمالهم ليشري منهم ،بأي ذنب هو هنا فالجميع يعلم أن مكانه المدرسة ..بآحضان والدته.. فلا بأس بأن يحفظ جدول الضرب فهو اسهل بكثير من عينان لا تنامان وقدمان لا تعرفان لذة الراحة ،وصوت ينادي هل من مشتري !.
المضحك المبكي أنك هنا بإرادتك ولكن بظروف لم تخترها والشارع خيارك بإرادته وهو مجبر عليها ،يكفيك اليوم وعد غداً قد تعبت من السير وحمل كتبك المدرسية أقصد ….،هم يثرثرون بكلمات واضحة عن حقك ولكن حقك مازال غامضاً لا يعرف عن روحك المتعبة ولا ما حدث لصوتك من ….
هل أخبروك عن تناقض الحياة بخيرها وشرها وصدقها وكذبها ،وحبها وكرها ؟هذا تماما حالكً يا صغيري فلا ننكر أن كل من منظمات الرعاية بحقوق الملائكة طالبت بأن تأخذ حقوقك كلها ،ولكنهم نسوا أن يطالبوا بتنفيذها .

احتضانك مسؤلية كل واحد منا فالشارع ليس مكانك ولا يجب أن يكون مكانك يوماً ،فمستفبلك لحلم تبنيه وماضيك لذكرى تعيد لك الحياة ،وهذا ما نطلبه من الجهات المسؤولة المهتمة برعايتك واإاهتمام بك فهي اول الوصيين لأخذ حقك من حياة لا تعرف -بأن الشارع ليس مكان للملا ئكة .

جامعة اليرموك /قسم الصحافة /المقال الصحفي اشراف رئيس قسم الدراسات العليا رئيس قسم الصحافة الصحافة الدكتور زهير الطاهات.

اترك رد