نماذج مشرقة في الخدمة العامة.. بقلم أ.د.فايز ابو عريضة

89

كتب:  أ.د.فايز ابو عريضة

لا أدري ما الذي جال بخاطري في هذا الصباح وانا استعيد شريط جلسة حوارية مع بعض الأصدقاء الناشطين اجتماعيا وفي مختلف المجالات واستعرضنا نماذج وطنية عملت بصمت ودون ضحيح واهتديت إلى شخصية عامة أجزم بانه لا يختلف عليه اثنان في نزاهته ونظافة يده وإخلاصه في العمل في كافة المواقع التي عمل فيها الا وهو الفريق الأول الركن طلال الكوفحي دخل الخدمة في الجيش العربي القوات المسلحة الأردنية وتدرج في الخدمة إلى رتبة لواء وأحيل إلى التقاعد ولم يصدر عنه أي كلمة تشير إلى امتعاض لو تذمر أو اشارة سلبية لأحد واستدعي ليكون مديرا للدفاع المدني وأعتقد أن جميع من خدموا بمعيتة يشهدون بإخلاصه وكفاءته وأحيل إلى التقاعد برتبة فريق اول ولم يتغير ولم يتبدل به الحال فلم يسكن في دابوق أو عبدون بل بقى في بيت عادي بمنطقة البارحة موطن أهله ولم يبتعد عنهم وهو على رأس عمله وشاركهم وغيرهم في كل المناسبات حيث يدخل بهدوء ويشارك في الشأن العام بصوت أكثر هدوءا ولا يتصدر المشهد في الجلسات وعفيف اللسان والقول علما أن بإمكانه أن يسكن في أرقى بيوت العاصمة ويتواجد في الصالونات السياسية بحكم رتبتة لكنه إثر أهله وناسه بطيب خاطر وبقي معهم وأود هنا اذكر موقفا له إبان خدمته في الدفاع المدني حيث انتقلت والدته إلى رحمة الله تعالى إبان عاصفة ثلجية قوية ضربت المنطقة وحضر مراسم الدفن وعاد إلى غرفة العمليات في الدفاع المدني في عمان وتقبل التعازي في والدته بعد انتهاء تأثير المنخفض لانه فضل خدمة الوطن في الموقف الصعب ومواقف كثيرة يعرفها غيري ممن خدموا معه وانا لم التقيتة سوى مرات قليلة في مناسبات عامه ولو انه على رأس لن اكتب ذلك حتى لا يفهم الأمر في غير سياقه وهدفه وللعلم بعد أن راجعت أرشيف عشيرتي وجدت أن آخر شخص منهم خدم في الدفاع المدنى كان مع حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام في منتصف القرن التاسع عشر، وفي هذا المقام نحن معشر الفقراء علينا أن نثمن ونقدر من لا يتركنا ويشاركنا افراحنا واتراحنا وان نحتفظ في ذاكرتنا هذه النماذج الطيبة والأمينة على الوطن والمواطن والله من وراء القصد.

اترك رد