عاش العالم شهرا كاملا على الشاشات والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بالمتابعة والمشاهدة والصمت والتعليق والتعصب احيانا والتحليل فنيا أو تنظمييا احيانا أخرى كل حسب رؤيته واهتماماته وبعد أن انفض السامر وجدت من المناسب ان اعبر عما يجول في خاطري، ولكن من زوايا وإبعاد مختلفة فهناك دروس قد يستفاد منها ومن أبرزها أن المنظمين نجحوا في كافة الجوانب المتعلقة بالاستضافة واهمها الجوانب اللوجستية والأمنية والتي كانت هاجسا لدى البعض قبيل الانطلاقة لبعد المسافات بين الملاعب في المدن المتعددة من موسكو إلى سوتشي إلى كازان ولكافة المدن الروسية والدرس الآخر الذي يجب أن نعيه انه لا كبير في كرةالقدم حيث خرجت دول لها تاريخ وصولات وجولات يخفي حنين ودرس كرواتيا خير مثال على ذلك والعبرة الأخرى أن الذي ينتهي طموحة بالوصول إلى الكرنفال حتما سيخرج مبكرا ودروس أخرى وهي أن ثقافة الفوز والإصرار عليه يتمثل في دول تملك التاريخ والعراقة في ذلك رغم خروج بعضها مبكرا لكنها جاءت لتصل إلى أدوار متقدمة وهذا ما ينقص الفرق العربية إضافة إلى أمور أخرى فنية وإدارية يطول شرحها ولدى الأقطار العربية الخبراء والمحللين القديرين على ذلك في الأيام القادمة، والدرس الذي استوقفني طويلا وهو الرجوع إلى التقنية الجديدة في احتساب الأهداف وضربات الجزاء وخلافة وإيقاف المبارة لحين الوصول إلى الحقيقة وهذه قضية جدلية لها ما يؤديها وما يعارضها لكنني اتمنى ان ترجعوا معي إلى شريط المباراة النهائية وكيف احتسب الحكم بثقة وجراة ضربة جزاء للفرنسيين ولم نسمع احتجاجا من جماهير كرواتيا ولا تكسير مدرجات ولا إغلاق طرق في كرواتيا أو إشعال إطارات اوقطع علاقات دبلوماسية مع الأرجنتين بحجة تواطو الحكم مع فرنسا وانتهت المباراة بشكلها الطبيعي وعانقت رئيسة كرواتيا كل المحتفل بهم وغادروا إلى بلدهم بهدوء واجزم اننا في أوطاننا اشدنا وأعجبنا بالإجماع بالمشهد والسلوك ومع مغيب شمس البطولة وبدء بطولاتنا المحلية سنتخلي عن أعجابنا وسنعود إلى حرب البسوس وداحس والغبراء في أول مباراة فهل نتعظ من الدروس والعبر من كأس العالم ام تلازمنا انفصام الشخصية في ملاعبنا و الايام القليلة القادمة ستجيب على ذلك؟؟؟؟