احترام رجال الأمن العام واجب وطني .. الدكتور بلال ابو الهدى خماش

149

إحترام رجال الأمن العام بكل فئاتهم وبكل مرتباتهم واجب وطني على كل أردنية وأردني وعلى كل المقيمين في الأردن.

 

كتب: الأستاذ الدكتور بلال أبوالهدى خماش، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الأمن والأمان محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم وبعد،

إسمحوا لي أن أبدأ حديثي بسورة قريش (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (قريش: 1-4))، وأعتقد أن معظم المسلمين إذا لم يكن جميعهم يعرفون سبب نزول هذه الأية. وتبين هذه الآية أهمية الأمن والأمان منذ القدم في حياة المجتمعات. فما بالنا الآن وقد تعقدت أمور الحياة وتضخم عدد الناس وهذا بالتأكيد يؤدي الى إزدياد الحاجة الى الأمن والأمان بشكل يتناسب مع إزدياد عدد المواطنين وتعقيدات أمور الحياة. فرجال الأمن هم الذين يقومون بحماية الوطن ومقدراته وممتلكات كل مواطن في هذا الوطن ولفرض الأمن وبسط القانون وإنفاذه على الجميع ليلاً ونهاراً. فعلينا كمواطنين أن نثقف أنفسنا وأهالينا بأهمية إحترام رجال الأمن وإحترام واجباتهم التي يقومون بها. فرجل الأمن في الدول الأجنبية له كل إحترام وتقدير من قبل رئيس الدولة قبل أي مواطن بسيط لأنه يمثل هيبة الدولة وهيبة الوطن.

لقد شاهدنا في الآونة الأخيرة تسجيلات لبعض أفلام الفيديو فيها إحتكاكات ومشادات من قبل رجال الأمن مع بعض المواطنين وغير واضح السبب في الوصول الى هذه المواصيل وأنا أقول أن على رجال الأمن الإلتزام بواجباتهم نحو كل مواطن وأن يتركوا الأمر للقضاء فيما إذا كان هناك أي تجاوزات من قبل بعض المواطنين حتى يعكسوا صورة مشرقة عنهم وعن واجباتهم ولا يضعوا أنفسهم الند بالند مع المواطنين. وبالمقابل أن هناك بعض المواطنين تجاوزوا الخطوط الحمراء في هجومهم على رجال الأمن والإعتداء عليهم دون إحترام لرجل الأمن كإنسان يقوم بواجبه اولاً وكمواطن يجب أن نحميه نحن من أي ضرر ونسانده وندعمه في تأديته لواجباته الموكله إليه.

ولا بد من إتخاذ كافة الإجراءات القانونية وأشد الإجراءات الإدارية بحق كل من تسول له نفسه التعدي والتطاول على رجال الأمن العام أثناء تأديتهم لواجباتهم لأنه من أمن العقاب أساء الأدب.

هل تعلم أخي المواطن أنك بإعتدائك على رجل الأمن لم تحترم التاج الذي يضعه على رأسه وبفعلك هذا أهنت الأردنيين أجمعين وهذا ليس من شيم الشعب الأردني الأبي الغيور على قيادته وشعبه ووطنه.

نحن بمثل هذه التصرفات أسأنا لأنفسنا وأعطينا صورة مظلمة عن بلدنا وألحقنا الضرر بكل مناحي الحياة في بلدنا العزيز. فسيقول من يرى هذه الإعتداءات على رجال الأمن بهذه الصورة البشعة سيؤدي إلى عزوف رجال الأعمال عن التفكير أو القيام بأية مشاريع إقتصادية.

وكما يؤدي ذلك إلى عزوف كثير من السياح من القدوم الى بلدنا الغني بالأماكن السياحية والمرغوب زيارته من قبل شعوب العالم. وعلاوة على ذلك هذه التصرفات ستلحق الأذى بالقطاع التعليمي في الأردن والمعروف على مستوى الوطن العربي وذلك بالعزوف عن إرسال طلابهم للدراسة في الأردن … إلخ.

فكم يا من إعتديتم على رجال الأمن ألحقتم ببلدكم الضرر الفادح في جميع نواحي الحياة دون أن تفكروا بعواقب تصرفاتكم هذه ولو لثوانٍ أو دقائق.

فأقول وبكل صدق وأمانة لا أحد يحق له الإعتداء على رجال الأمن مهما تكن الأسباب ولا أحد فوق القانون، هناك إدارة عامة مسؤولة عن كل فئة من فئات رجال الأمن يمكن للمواطن مراجعتها وأخذ حقه ممن ظلمه إن وقع عليه ظلم علاوة على أن هناك قضاء نزيه نفتخر به على مستوى العالم يعطي كل إنسان حقه.

فعلينا أن نعمل معاً سوياً على المحافظه على أمن وأمان وطننا الغالي وأمن وأمان المواطن ولا بد من العمل على تفعيل معاني الشرطة المجتمعية لإشراكهم في العملية الأمنية ونبذ كافة التصرفات والسلوكيات السلبية بحيث يكون كل مواطن رجل أمن مدني في مكانه حتى تبقى هيبة الدولة والوطن في القمه بين دول المنطقة.

بقلم: الأستاذ الدكتور بلال أبوالهدى خماش، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك.
اليوم والتاريخ: الأربعاء الموافق 8/1/ 2018.

اترك رد