الأردن اليوم – كثير من الشركات المتطورة تستخدم برنامج التعرف على الوجوه للتحقق من هوية الشخص، ولكن هل فكرّت يوماً كم وجهاً بإمكان دماغك أن يتذكره؟
وهل تمتلك موهبة خارقة في ربط الوجوه بالأسماء؟ أم أن ذاكرتك تشبه ذاكرة سمكة؟
من دون برنامج التعرف على الوجوه.. بإمكانك تذكّر شكل 5 آلاف وجه
أظهرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة The Independent البريطانية، أنَّ بإمكان الشخص العاديّ تذكُّر ما يقارب 5 آلاف وجه.
وتدَّعي هذه الدراسة أنّها الأولى التي استطاعت حسابَ عددِ الوجوه التي يمكن للعقل البشريّ للشخص العاديّ تذكُّرها بالضبط، سواء كان ذلك من خلال لقاءٍ مباشر، أو عبر وسائلِ الإعلام.
كيف تمّت الدراسة؟
وطلب فريقُ البحث -من جامعة يورك الكندية- من المشاركين في الدراسة تدوينَ أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأسماء التي يعرفونها، سواء كانوا أصدقاء، أو زملاء، أو رفاق دراسة، أو من العائلة، في غضون ساعةٍ واحدة.
كما تعيَّن عليهم أيضاً كتابة أسماء أكبر عددٍ ممكنٍ من المشاهير يستطيعون تذكرهم في نفس الوقت.
وبعد ذلك، عُرِضَت على المشاركين في الدراسة صورُ آلاف المشاهير، وطُلِبَ منهم تسمية أكبر قدرٍ ممكن.
ووفقاً لنتائج الدراسة، استطاع المشاركون التعرُّفَ على عددٍ يتراوح بين ألف و10 آلاف وجه.
وخلال إجراء الدراسة، قام الباحثون بحساب «نسبة التذكُّر إلى التعرُّف»، من خلال المقارنة بين عدد الوجوه التي تمكَّن المشاركون من تذكّرها، بعدد الوجوه التي تعرفوا عليها عند عرض الصور عليهم.
ومِن ثَمَّ طبَّقوا نسبة التذكر إلى التعرف على إجمالي عدد الأشخاص الذين استطاع المشاركون تذكُّرَهم عند كتابة أسماء المعارف والمشاهير في بادئ الأمر.
وباستخدام هذه الطريقة، توصَّلوا إلى نتيجةٍ مَفادها أنَّ الشخصَ العاديَّ يستطيع تذكُّر ما يقرب من 5 آلاف وجه. قدرات غير عادية للعقل البشري
سلّطت هذه الدراسةُ الضوءَ على القدراتِ غيرِ العاديّة للعقل البشريّ في التعرُّف على آلافِ الوجوه.
الدكتور روب جنكينز، من قسم علم النفس، والمشارِك في إعداد الدراسة، أوضح أن الدراسة ركزت على عدد الوجوه التي يعرفها الناس بالفعل؛ لكنها لم تتوصَّل بعد إلى أقصى عدد يمكن للعقل البشري التعامل معه.
وأضاف أنَّ «القدرة على التمييز بين الأشخاص المختلفين هي أمرٌ في غاية الأهمّيّة، فهي تُتيحُ لك مراقبةَ سلوك مَن حولك على مدار الساعة، وتعديل سلوكك وفقاً لذلك».
كلما كنت تعيش في بيئة مكتظة.. كانت قدراتك أقوى
اكتشَف الباحثون أثناء إجراء الدراسة أنَّ المشاركين كانوا قادرين على تذكُّر الكثير من الأسماء في البداية.
ولكن مع اقتراب نهاية الساعة الممنوحة لهم، بدأت قدرتُهم على تذكُّر أسماء الأشخاص الذين يعرفونهم تتداعَى.
ويعتقد الدكتور جنكينز أنَّ الأشخاصَ الذين نشأوا في مناطق مكتظّة بالناس ربّما تمتَّعوا بقدراتٍ أقوى في التعرُّف على الوجوه.
وقال جنكينز: «يمكن أن يعكس ذلك بيئاتٍ اجتماعيّة متفاوِتة، فربَّما كان بعضُ المشاركين قد نشأوا في أماكن أكثر كثافة سكانيّة، بها تنوعٌ اجتماعيّ أكبر».
ونُشرت هذه الدراسة في مجلة Proceedings of the Royal Society B، والتي أُجرِيت على 25 من الطلّاب الجامعيّين وطلّاب الدراسات العليا في جامعة غلاسغو وجامعة أبردين، تتراوح أعمارُهم بين 18 و61 سنة.- هاف بوست