تصعيد إسرائيلي يسفر عن شهيد وإصابات

85

الأردن اليوم – استشهد شاب فلسطيني، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، التي شهدت تصعيداً إسرائيلياً حاداً، أسفرت عن مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين، ووقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوفهم، وذلك على وقع حوار وفد حركة “فتح” مع المسؤولين المصريين بالقاهرة، وموافقة حركة “حماس” على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “قوات الاحتلال أطلقت نيرانها ضد الشاب الفلسطيني، رمزي أبو يابس، شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، بزعم دهس جنود كانوا في المكان”.

وأضافت أن “قوات الاحتلال منعت إسعاف الشاب أبو يابس، وهو ممرض من مخيم الدهيشة في بيت لحم، حتى فارق الحياة، واحتجزت جثمانه.

وادعت المواقع الإعلامية الإسرائيلية أن “جنود الاحتلال أطلقوا النار على شاب فلسطيني دهس عدداً من الجنود، ثلاثة منهم أصيبوا بجراح مختلفة بالقرب من مفترق مستوطنة “جوش عتصيون” قرب بيت لحم”.

واندلعت مواجهات عنيفة أثناء اقتحام قوات الاحتلال مدينة الخليل، حيث استخدمت خلالها القنابل الحية والغازية، مما أدى إلى حالات اختناق شديد بين صفوف الفلسطينيين، الذين ردوا برشق الحجارة تجاه عدوانها.

واعتقلت قوات الاحتلال ثمانية مواطنين من محافظة الخليل، بينهم طفلان، وذلك أثناء مداهمتها بلدة يطا جنوباً، واقتحامها بلدة الشيوخ، شمال شرق مدينة الخليل، وبلدة صوريف، شمال غرب الخليل، كما حاجز الجبعة، شمال صوريف.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن “قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت عدداً من المواطنين من مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، من بينهم فتاة وصحفي”.

ونوه إلى قيام قوات الاحتلال “باعتقال 32 مواطناً فلسطينياً من كافة أحياء وبلدات مدينة القدس المحتلة، بينهم نحو 20 من أبناء حركة “فتح”، من قيادات وكوادر الحركة في المدينة المحتلة، وأسرى محررون، فيما سلمت إخطارات وبلاغات لعدد آخر من أهالي القدس”.

وتأتي هذه الاعتقالات في أعقاب الوقفة الاحتجاجية التي نفذها النشطاء الفلسطينيين في شارع صلاح الدين، قرب سور القدس التاريخي، مساء أول من أمس، احتجاجاً ضد اعتقال قوات الاحتلال لمحافظ القدس، عدنان غيث، وتمديد فترة اعتقاله حتى يوم الخميس المقبل.

كما اعتقلت 8 مواطنين من محافظة رام الله والبيرة، بينهم فتاة ووالدها وشقيقها، بالإضافة إلى الصحفي أحمد الخطيب، فيما اعتقلت مواطنين اثنين من محافظة بيت لحم، بعدما داهمت منازلهم وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها.

بموازاة ذلك؛ هدمت آليات الاحتلال العدوانية منزلا فلسطينيا في تجمع “مريحة”، جنوبي مدينة جنين، بحجة البناء دون ترخيص، غداة اقتحامها والاعتداء على مواطنيها.

فيما استولى المستوطنون المتطرفون على قطعة أرض في قرية جالود، جنوب نابلس، وشرعوا بزراعتها بالأشجار، ومد خطوط مياه الري، وذلك بحراسة قوات الاحتلال.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، وفق وكالة “قدس نت” للأنباء الفلسطينية، إن مستوطني بؤرة “احياه” الجاثمة على أراضي القرية استولوا على قطعة أرض تقع على مقربة من البيوت الواقعة في المنطقة المصنفة “ج”، والمخطرة بالهدم.

وأضاف إن “مساحة الأرض تبلغ نحو 10 دونمات تعود لثلاثة عائلات من جالود، جرى الحفر فيها، وتثبيت أعمدة حولها، وهي مزروعة بأشجار الزيتون والتين من عشرات السنين”، مفيداً بأن “قوات الاحتلال تمنع العائلات من دخولها منذ العام 2001 بعد الإعلان عنها منطقة عسكرية مغلقة”.

وأوضح دغلس أن “حكومة الاحتلال صادقت، مؤخراً، على إضافة مستوطنة “شفوت راحيل” المقامة ضمن أراضي قرية جالود إلى “مناطق الأفضلية القومية”؛ بما يستهدف تعزيز الاستيطان فيها، و”شرعنة” البؤر الاستيطانية الواقعة إلى الشرق منها، لأجل تعزيز “الطابع اليهودي” في قلب الضفة الغربية المحتلة”.

وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد أفادت، عبر موقعها أمس، أن وضع مستوطنة “شفوت راحيل” ضمن “خارطة الأفضلية القومية”، يستهدف دعم الاستيطان فيها، حيث تعد جزءا من مستوطنة “شيلو” الأكبر منها، مستوطنة مستقلة فعلياً، فيما تصبح معفية من الضرائب.

إلى ذلك؛ شرع وفد حركة “فتح”، أمس بالقاهرة، في استكمال مباحثاته مع المسؤولين المصريين حول ملف المصالحة الفلسطينية، وآخر المستجدات في الأراضي المحتلة.

كما تأتي زيارة الوفد، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية للحركة، عزام الأحمد، بالإضافة إلى رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية للحركة، الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج، من أجل الاطلاع على نتائج لقاءات المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية مع وفد حركة “حماس” منذ أيام.

من جانبه، قال القيادي في حركة “حماس”، حسن يوسف، إنَ “حركته وافقت على الورقة المصرية للمُصالحة مع حركة “فتح”، داعيًا الأخيرة إلى المُوافقة على الورقة بشكلٍ سريع لإنهاء الانقسام.

وأشار يوسف، خلال تصريح أمس، إلى أنَ “بنود اتفاق عام 2011 هي أساس المباحثات لإنجاز المصالحة”، موضحاً بأن “وفد الحركة، الذي غادر القاهرة، أبلغ أنَ الحركة وَافقت وتَعاملت بِإيجابية مع مَا قدموه الأخوة المِصريون الراعون للمُصالحة، ونأمل أن يكون أيضا موقفا إيجابيا سريعا من الأخوة في حركة فتح”.

اترك رد