الرزاز أمام المثقفين : 4 قوى في البلاد أولها تريد إدارة الأمر الواقع

78

الأردن اليوم – قال رئيس الوزراء عمر الرزاز إنه إذا انتقلنا من المشهد الثقافي والفكري إلى الواقع السياسي سنجد أنّنا أمام أربع قوى رئيسة.

وبين الرئيس خلال لقائه نخبة من المثقفين والفنانين والأدباء مساء الثلاثاء أن القوى الثانية هي التي تريد بقاء الأمور على ما هي عليه أي إدارة الأمر الواقع ولا تريد التغيير، بل تخشى من التغيير، وتتمسك بالواقع الحالي، بالرغم من أنّه مبني على شروط وحيثيات اجتماعية واقتصادية وثقافية لم تعد قائمة، فتنظر إلى ما تطرحه الحكومة بشكوك وتخوف.

وبين أن مثل هذه الهواجس تتطلب من الحكومة مواجهتها وتبديدها والتأكيد على المشروع الوطني الإصلاحي للحكومة من جهة، وعلى أنّ التغيير والتطوير والإصلاح هي سنن الأمم والمجتمعات القوية والفاعلة، من جهةٍ ثانية.

أما عن القوى الثانية فأشار الرئيس إلى أنها تؤمن بالتغيير، لكنّها لا ترى الزوايا المختلفة من الصورة، ولا تلاحظ شروط الواقع، ولا تقيم وزناً للاتجاهات السياسية والفكرية الأخرى التي لها هواجسها ومواقفها المختلفة عنها، وبالتالي تعتقد هذه القوى أنّ على الحكومة أن تأخذ لوناً معيناً، وطرحاً محدداً، وهو ما لا يتسق مع التطور السياسي والاجتماعي لمجتمعنا ولا مع طبيعة العمل الديمقراطي والاتجاهات الأخرى الموجودة في المجتمع، التي لها هي الأخرى تصورات ومواقف مختلفة.

وأوضح أن هذه القوى وإن كانت تشترك مع الحكومة في الرغبة في الإصلاح والتغيير، إلاّ أنّها تريد القفز مباشرة عن الواقع الحالي من دون مقومات حقيقية للانتقال المطلوب وشروطه وديناميكياته، ولا تنتبه إلى أنّ الجبهة التي تضم القوى الراغبة في الإصلاح هي ذاتها مشتتة وموزعة على العديد من الطروحات المتبانية والمختلفة والمواقف المتباعدة تجاه ملفات أساسية في السياسة والاقتصاد والثقافة.

وشدد الرزار على أن مهمتنا إقناع هذه القوى بأنّ مسار الإصلاح والتغيير متدرج، ويتطلب تفكيك المعوقات والمشكلات الواقعية بذكاء وحكمة، وبمراعاة وجود أطراف أخرى لها مصالح وأجندات ومواقف، وتمثل وزناً اجتماعياً وسياسياً وثقافياً معتبراً، وبالتالي عليها أن تتحلى بقدر أكبر من الروية في انتظار التغيير أولاً، وفي أن تتقبل الرأي الآخر وتفهم منطلقاته وهواجسه ثانياً، وأن تدرك بأنّ الحكومة تحتاج إلى إليها في صفها لتكون وراءها لتكون عاملاً إيجابياً مسانداً للتغيير لا معاكساً له.

وعن القوى الثالثة أشار إلى القوى المحبطة التي وصل بعضها إلى حدّ العدمية، التي لا ترى إمكانية أصلاً للإصلاح، وتقف مخذلة لكل المحاولات الحالية، مشككة في كل خطوة ولو إيجابية تتم في مجال الإصلاح، وهذه القوى تنظر إلى التغيير بعين واحدة ومن زاوية واحدة، بمعنى الإصلاح ما أراه أنا فقط، وغيره لا يعد إصلاحاً. وربما هذا الاتجاه هو الأكثر صعوبة في التعامل معه، وعلينا – في الحكومة- أن نحاوره بهدوء وأن نحقق إنجازات على أرض الواقع كي يقتنع بأنّ الإصلاح ممكن والتغيير ليس مستحيلاً، وبأنّ الأمور لا تقاس بمنظور مطلق أو حادّ، بل بنسبية وموضوعية وواقعية.

أما عن القوى الرابعة فقال إنها شرائح اجتماعية عريضة ومعها نسبة كبيرة من جيل الشباب ممن يرفضون الاستلام للواقع، أو اليأس والإحباط، ويؤمنون بأنّ المستقبل يكون بحمل مشاعل الإصلاح والتغيير في مختلف المجالات، وهي القوى التي بدأت تنتقل من طور الاحتجاج والغضب على الوضع القائم أو حالة الشعور بالاستكانة والتململ وعدم الرغبة في الإصلاح إلى مرحلة جديدة ما تزال تتشكل في بلادنا تقوم على الدفع نحو الإصلاحات والتغيير؛ اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.

وبين أننا نلاحظ أن هذه القوى في المبادرات الشبابية والثقافية والمجتمعية التطوعية والإبداعية، وفي مؤسسات المجتمع المدني، وفي النخب التي تحمل الخطاب الإصلاحي الموضوعي، وأنتم – كما نراكم- مكون رئيس من هذه الشريحة التي تمثّل اليوم أحد ابرز رهاناتنا على تقوية موجبات الإصلاح وشروطه وعلى حمل المشروع النهضوي الوطني المنشود معناً، كتفاً بكتف ويداً بيد.

اترك رد