الأردن اليوم – نشرت مجلة “فام أكتيوال” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية التصرف في حال كانت النتائج الدراسية لطفلك سيئة.
وقالت المجلة في تقريرها، إنه يجب قبل كل شيء عدم معاقبة طفلك، ومحاولة تفهم سبب حصوله على علامة سيئة في المقابل، كما يجب تسليط الضوء على النقاط الإيجابية في نتائجه المدرسية التي يتحصل عليها نهاية كل سنة دراسية.
وأشارت المجلة إلى أن نتائج الطفل المدرسية يمكن أن تكون سببا في وقوع مشاكل داخل العائلة، حيث أن دفتر نتائجه قد يتسبب في الغالب في خلق خلافات عائلية وحالة من سوء التفاهم بين الوالدين وبين أطفالهم، موضحة أن نفسية الطفلة تتأثر سلبا، حيث يترسخ لديه الإحساس بأنه السبب في خيبة أمل والديه، ما ينتج عنه حالة من الخوف وسوء تقدير للذات وهو ما يولد فيما بعد امتعاضا من الذهاب إلى المدرسة، وفقا لترجمة صحيفة “عربي 21”.
وأفادت المجلة أن الأخصائية في علم النفس والمدربة الفرنسية، باسكال رو، عرضت طريقة التعامل مع الطفل في حالة حصوله على نتائج مدرسية مخيبة للآمال، وذكرت رو أنه “من المهم الأخذ بعين الاعتبار لمسيرة الطفل الدراسية”.
وواصلت الأخصائية الفرنسية حديثها مشيرة إلى أنه “يجب التمييز في مواقف الأهل وفقا لثلاث حالات، فالطفل عادة ما يكون تلميذا نجيبا ولكنه يمر في بعض الأحيان بثلاثي أول (حسب النظام التعليمي في فرنسا) لا يخلو من العقبات.
وفي المرحلة الثانية، يجد الطفل نفسه وقد تحصل على نتائج سيئة، مع ذلك، يحاول بصفة طوعية تحسين مردوده دون أن يتحصل على علامات مدرسية كافية”، ودعت رو، ثالثا، الوالدين إلى أخذ سن الطفل بعين الاعتبار أيضا حيث “أننا نتحدث هنا عن نضج طفلك”.
وقالت المجلة إن باسكال رو لمحت أيضا إلى “أن بعض الأولياء يعتبرون أن حصول طفلهم على علامات جيدة رهينة الالتحاق بمقاعد المدارس الجيدة التي تضمن مستقبلا تعليميا مريحا لطفلهم، أنا أتفهم ذلك، لكنه لا يعني عدم بذل الوالدين مجهودا لتفهم نتائج طفلهم السيئة”.
وأكدت المجلة أنه في حال كان الطفل مراهقا، يكون الأمر آنذاك مختلفا، فبالنسبة للأخصائية الفرنسية، لا يبشر “تراجع” نتائجه في المدرسة بخير. وربما يرتبط ذلك أساسا بحدث استثنائي مر به المراهق، على غرار “نهاية علاقة عاطفية، أو تعرضه لمعاملة سيئة في المدرسة”، وبحسب رو أيضا فإن “أغلب الأحاسيس ترسخ في ذهن المراهق”، وفي هذه الحالة، يجب على الوالدين طرح الأسئلة الضرورية لفهم سبب تراجع مردوده.
وأضافت المجلة أنه إذا كان التلميذ يعمل بجد ولكنه لم يحقق النتائج التي أرادها، فربما يعني ذلك أنه يعاني من مشاكل في التعلم، أو في الانتباه في الفصل، أو أن طريقته في التعلم ليست ناجعة، وفي هذه الحالة، يجب على الوالدين التحدث إلى أساتذته.
وحذرت المجلة من اللجوء إلى العقوبات في حال تحصل الطفل على درجات مدرسية سيئة، إذ أنه ليس في حاجة إلى عقاب إضافي، ذلك أن الدرجات المنخفضة تعتبر عقابا كافيا، تجدر الإشارة إلى أنه، وإن أبدى عدم اهتمامه، يؤثر هذا الأمر وبشدة على حالة المراهق النفسية.
وأوضحت المجلة أنه عادة ما يربط المراهقون نتائجهم المدرسية السيئة بانخفاض المعدل العام لدرجات الصف بأكمله، وقد لا يكون هذا الأمر خاطئا، حيث يجب أخذ هذا المؤشر بعين الاعتبار، ففي حال تحصل الصف بأكمله على درجات متدنية، من المحتمل أن في ذلك إشارة إلى أن الأستاذ متطلب أو إلى احتمال صعوبة مواضيع الاختبارات، في هذه الحالة، تنصح الأخصائية النفسية باسكال رو بالاتصال بإدارة المدرسة للتثبت من ماهية الأمر.
ونوهت المجلة إلى أنه غالبا ما يشعر المراهق بأنه غير فاعل في هذا الوضع، الأمر الذي يستوجب التدخل من قبل الوالدين لتعزيز قدرة الطفل على التفاعل والتفكير، وفي هذا الصدد، توصي رو بأن نسأل الطفل “عن خطة العمل التي ينوي اتباعها قصد تحسين درجاته، والاستفسار عما إذا كان بحاجة إلى المساعدة”، وفي الحقيقة، يساعد ذلك الطفل على العودة إلى المسار الصحيح.
وذكرت المجلة أنه من الضروري ألا نتغاضى عن الجوانب الإيجابية، من خلال التركيز على المواضيع التي يتقنها الطفل والحرص على تشجيعه في حال أحرز تقدما مقارنة بنتائجه السابقة، أو في حال تلقى تقييمات جيدة من قبل أساتذته، في هذا الصدد، تقول رو إنه “كلما أبدينا تقديرا للجهود التي يبذلها الطفل، زادت فرصه في الاستمرار والتحسن”.