لماذا نصدق الإشاعات؟

81

الأردن اليوم – ماهر ابو طير

نصدق الأكاذيب بسرعة، وكلما أردت أن تلمع أكثر، اكذب أكثر، غير ان الكارثة ليست فيمن يكذب، لكن فيمن يصدق.

الذي يحلل وسائل التواصل الاجتماعي، يكتشف منسوب المعلومات الخاطئة، أو الصادقة جزئيا، والكاذبة في بقيتها، وهكذا معلومات يتم تناقلها بسرعة البرق، لان الكل يميل إلى الاثارة، وإلى السلبية، والى البحث عن مطعن في شخص ما، أو جهة محددة، دون تدقيق في المعلومات، أو حتى تصديق لنفيها.

هذا يعني أن لدينا أزمة من عدة جوانب، أولها، غياب الثقة، فلا أحد يصدق أي تصحيح أو نفي، وكأن هناك إصرارا على تصديق كل ما هو سيئ، وقد حذر كثيرون ومرارا من فقدان الثقة تدريجيا، وهذا ما يحصل اليوم.

كل اشكال معالجة الإشاعات لا تترك أثرا كما هو مفترض، اما لان الناس لا يريدون أن يصدقوا، واما انهم صدقوا سابقا، أي نفي أو توضيح، ثم ثبت عكسه، واما لان كل البيئة العامة، باتت سلبية وسوداوية، وبحاجة إلى معالجات من نوع آخر، وقد وصلنا إلى مرحلة اليوم، تعد خطيرة للغاية.

المثير هنا، ان أي معلومة أو قصة يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، يتم تصديقها مباشرة، وتصير حقيقة متداولة، وبرغم وسائل المعالجة التي تم اللجوء اليها، من تدابير قانونية، مثلا، أو شفافية في التواصل، إلا أن كل ذلك لم يغير من الواقع شيئا.

لو أجرينا مقابلات شفهية أو مكتوبة، للاستماع إلى اراء الجمهور، لاكتشفنا بكل بساطة، ان حصتهم من الإشاعة ذاتها، واحدة، بمعنى أن التغذية تصل إلى الكل، ويصدقون في اغلبهم، أو على الأقل لا يكذبون تماما، هكذا معلومات تتدفق إليهم، عبر الإنترنت، مما يكشف أيضا، الهشاشة في الروح المعنوية، والقابلية للسلبية، بسبب جملة ظروف إضافية، أبرزها الوضع الاقتصادي.

ليس الحل هنا، بمنع وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أي اجراء آخر، بقدر حاجة الأردن إلى الخروج من حالة الاستسلام السلبي، لهذه الحالة، ومعالجتها عبر طريقة واحدة مؤثرة، أي اتخاذ إجراءات على مستوى البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تؤدي إلى رفع منسوب الرضى الداخلي، وتحصين البنية الوطنية، بحيث يصير تأثير هذه الإشاعات ضعيفا، أو بلا أثر في حالات كثيرة، وهنا لابد من مبادرات جديدة، تعيد تصنيع الروح المعنوية للناس، وترفع من مستواها.

اغلب الإشاعات، على وسائل التواصل الاجتماعي، ترتبط اما بملفات الفساد، أو الحلول بشأن القضية الفلسطينية، أو ذمم الافراد المالية، إضافة الى ما يمكن اعتباره اغتيالا للشخصية في حالات كثيرة، سواء للرسميين أو لغير الرسميين، وبات واضحا ان كل يوم لدينا هدف في الأردن، على وسائل التواصل الاجتماعي، نتشاغل به، ثم نتركه في اليوم التالي، لصالح شخص آخر، أو قصة مستجدة.

هذا يعني اننا بتنا أمام جمهور من نوع آخر، يختلف عن جمهور مدرجات كرة القدم، أو جمهور مشاهدي نشرة اخبار الثامنة في التلفزيون الأردني-ان كان لها جمهور- أو جمهور هذه المحافظة، أو تلك، أو حتى المجموع الوطني، فنحن أمام كتلة اجتماعية جديدة، عنوانها في الأردن، صفحات فيسبوك، سواء عبر ما يتم نشره، أو تبادله، أو بقية الأنماط بما فيها البث المباشر، وهكذا جمهور من الصعب وعظه، والتطاول عليه، أو تهديده، خصوصا، ان المحركات لهذا الجمهور، تعتمد على وسائل محددة، من اجل لفت انتباهه، حتى يأتي توقيت ما، فتنكشف أوراق الذي يكذب، أو تنهار مصداقيته لسبب أو آخر.

هذا يعني اننا اليوم، أمام حالة تتعمق، وبحيث باتت كل صفحة بمثابة منصة إطلاق صواريخ، والجمهور هنا، أنواع، إذ فيه الصادق، وفيه الذي يوظف هذه الوسائل بطريقة سلبية، وفيه أيضا المتردد والحائر المتفرج.

لقد آن الأوان ان تتم معالجة هذا الملف بطريقة مختلفة، بعد أن لوحظ أن منسوب الإشاعات أو حتى التلميحات، لا ينخفض كثيرا، وهذا يقودنا إلى خطورة هذه الوسائل وتأثيرها على البنية الداخلية، مما يوجب حلا جذريا، يقوم على أساس إزالة كل الأسباب التي تؤدي الى هذه الحالة، من حيث معالجة الملفات التي تثار كل فترة، وتصنيع بيئة إيجابية جديدة، على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولربما هذا هو الحل الوحيد الأكثر تأثيرا.

نصدق الأكاذيب بسرعة، وكلما أردت أن تلمع أكثر، اكذب أكثر، غير ان الكارثة ليست فيمن يكذب، لكن فيمن يصدق.

الذي يحلل وسائل التواصل الاجتماعي، يكتشف منسوب المعلومات الخاطئة، أو الصادقة جزئيا، والكاذبة في بقيتها، وهكذا معلومات يتم تناقلها بسرعة البرق، لان الكل يميل إلى الاثارة، وإلى السلبية، والى البحث عن مطعن في شخص ما، أو جهة محددة، دون تدقيق في المعلومات، أو حتى تصديق لنفيها.

هذا يعني أن لدينا أزمة من عدة جوانب، أولها، غياب الثقة، فلا أحد يصدق أي تصحيح أو نفي، وكأن هناك إصرارا على تصديق كل ما هو سيئ، وقد حذر كثيرون ومرارا من فقدان الثقة تدريجيا، وهذا ما يحصل اليوم.

كل اشكال معالجة الإشاعات لا تترك أثرا كما هو مفترض، اما لان الناس لا يريدون أن يصدقوا، واما انهم صدقوا سابقا، أي نفي أو توضيح، ثم ثبت عكسه، واما لان كل البيئة العامة، باتت سلبية وسوداوية، وبحاجة إلى معالجات من نوع آخر، وقد وصلنا إلى مرحلة اليوم، تعد خطيرة للغاية.

المثير هنا، ان أي معلومة أو قصة يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، يتم تصديقها مباشرة، وتصير حقيقة متداولة، وبرغم وسائل المعالجة التي تم اللجوء اليها، من تدابير قانونية، مثلا، أو شفافية في التواصل، إلا أن كل ذلك لم يغير من الواقع شيئا.

لو أجرينا مقابلات شفهية أو مكتوبة، للاستماع إلى اراء الجمهور، لاكتشفنا بكل بساطة، ان حصتهم من الإشاعة ذاتها، واحدة، بمعنى أن التغذية تصل إلى الكل، ويصدقون في اغلبهم، أو على الأقل لا يكذبون تماما، هكذا معلومات تتدفق إليهم، عبر الإنترنت، مما يكشف أيضا، الهشاشة في الروح المعنوية، والقابلية للسلبية، بسبب جملة ظروف إضافية، أبرزها الوضع الاقتصادي.

ليس الحل هنا، بمنع وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أي اجراء آخر، بقدر حاجة الأردن إلى الخروج من حالة الاستسلام السلبي، لهذه الحالة، ومعالجتها عبر طريقة واحدة مؤثرة، أي اتخاذ إجراءات على مستوى البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تؤدي إلى رفع منسوب الرضى الداخلي، وتحصين البنية الوطنية، بحيث يصير تأثير هذه الإشاعات ضعيفا، أو بلا أثر في حالات كثيرة، وهنا لابد من مبادرات جديدة، تعيد تصنيع الروح المعنوية للناس، وترفع من مستواها.

اغلب الإشاعات، على وسائل التواصل الاجتماعي، ترتبط اما بملفات الفساد، أو الحلول بشأن القضية الفلسطينية، أو ذمم الافراد المالية، إضافة الى ما يمكن اعتباره اغتيالا للشخصية في حالات كثيرة، سواء للرسميين أو لغير الرسميين، وبات واضحا ان كل يوم لدينا هدف في الأردن، على وسائل التواصل الاجتماعي، نتشاغل به، ثم نتركه في اليوم التالي، لصالح شخص آخر، أو قصة مستجدة.

هذا يعني اننا بتنا أمام جمهور من نوع آخر، يختلف عن جمهور مدرجات كرة القدم، أو جمهور مشاهدي نشرة اخبار الثامنة في التلفزيون الأردني-ان كان لها جمهور- أو جمهور هذه المحافظة، أو تلك، أو حتى المجموع الوطني، فنحن أمام كتلة اجتماعية جديدة، عنوانها في الأردن، صفحات فيسبوك، سواء عبر ما يتم نشره، أو تبادله، أو بقية الأنماط بما فيها البث المباشر، وهكذا جمهور من الصعب وعظه، والتطاول عليه، أو تهديده، خصوصا، ان المحركات لهذا الجمهور، تعتمد على وسائل محددة، من اجل لفت انتباهه، حتى يأتي توقيت ما، فتنكشف أوراق الذي يكذب، أو تنهار مصداقيته لسبب أو آخر.

هذا يعني اننا اليوم، أمام حالة تتعمق، وبحيث باتت كل صفحة بمثابة منصة إطلاق صواريخ، والجمهور هنا، أنواع، إذ فيه الصادق، وفيه الذي يوظف هذه الوسائل بطريقة سلبية، وفيه أيضا المتردد والحائر المتفرج.

لقد آن الأوان ان تتم معالجة هذا الملف بطريقة مختلفة، بعد أن لوحظ أن منسوب الإشاعات أو حتى التلميحات، لا ينخفض كثيرا، وهذا يقودنا إلى خطورة هذه الوسائل وتأثيرها على البنية الداخلية، مما يوجب حلا جذريا، يقوم على أساس إزالة كل الأسباب التي تؤدي الى هذه الحالة، من حيث معالجة الملفات التي تثار كل فترة، وتصنيع بيئة إيجابية جديدة، على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولربما هذا هو الحل الوحيد الأكثر تأثيرا.

اترك رد