بدون مؤاخذة الليبرالي “مروان المعشر”

164

الأردن اليوم – فارس الحباشنة

بدون مؤاخذة الليبرالي “مروان المعشر” و أنا لا أميل أن المعشر يكتب تحليلا سياسيا . و أكثر ما يبدو أن الرجل يخرج معلومات من” صندوق أسود ” تحرك عن بعد مجسات مطبخ القرار الأردني .

كلما حاولت أن أقرا ملامح المعشر تصاب عيني بغشاوة و عمى الالوان ، لا أعرف من أين ابدأ في قراءة سيرته موظفا في الديوان “تشريفات ملكية ” ودبلوماسيا في السفارة الأردنية في الكيان الصهيوني ، و وزيرا أردنيا في حكومات سيئة الصيت والذكر ، وباحثا في مركز أبحاث امريكية مشبوهة الوجه والقصد .  

ولربما أكثر ما قد المحه بالرجل أنه “راكب موجات” ، وفنان ب”ركب الموجات ” ، مع عهد السلام مع العدو الاسرائيلي ركب موجة التطبيع والسلام ومشروعها السياسي في الداخل الأردني والخارج ، ومن بعد ركب موجة الرجل ” الإصلاحي النظيف” في بلاد تغرق بأزمة مركبة سياسية واقتصادية .

المعشر سليل الإقطاعية ” المال والعقار” في الأردن . دخل الى جهاز الدولة يرتدي ” سنسال ذهب ” ، و قلادة الألماس ، وعربة “روز رايس” ، ورشة العطر الواحدة تساوي راتب موظف في التربية و التعليم ،
و حجز مبكرا مقعدا متقدما في السلطة ، لأنه يفهم اللعبة ، ويعرف كيف يأكل الكتف ، و يجمع الصدف ليحولها الى واقع وحقيقة في سير رجل سلطة .

الى هنا ، لربما الأمر عادي ، فهذه من خصائص الدولة الأردنية ومواصفات الارتقاء السلطوي ، ولكن ان يتحول الى الرجل النظيف و العراب ، و المصلح والمنقذ للدولة الأردنية ، فلربما المسألة تحتاج الى تأني و وقفة طويلة بعض الوقت .

السلطة في بلادنا تعايشت على حكمة بليدة تخزن المشاعر في ثلاجات كبيرة . ومجرد أن يغير المعشر أو غيره من أهل السلطة النبرة و” بحة الصوت ” ولو قليلا في يقتنص شعبية ، ويرسم له صورة بأنه رجل نظيف و نبيل و حارس أمين .

من بدع السياسة الأردنية ما يسمون أنفسهم ليبراليين . بدعة في بلد يموت و يهاجر أبنائه خوفا من الجوع والفقر و طمعا بلقمة عيش ، بلد بلا مستقبل ، ويزداد الخوف أن تصبح تلك الايدي الوحيدة صانعة للمستقبل .

في معرض الفرجة على السياسة الأردنية ، لو أن المعشر يخبرنا من هو رئيس الحكومة القادم ؟ وقد جرى حسم عمر الحكومة الحالية كما ذكر في مقال نشره اليوم الأربعاء . ولو يبلغنا عن الفريق الوزاري القادم أيضا في الحكومة المنتظرة ، ولو يبلغنا أن كان هناك تغييرات في أجهزة ومؤسسات وإدارات عليا في
الدولة .

فأكثر ما يبدو في رحابة الفرجة الأردنية أن هناك استهبال واستعباط للأردنيين .

و بايعوا النبؤات ، ومن ابتدعوا في الدولة مدائح في مدنية الدولة ، وحضروا و حاصروا كل الأخرين ، و حتى أنهم حولوا البلاد الى حديقة خليفة لمشروع غير منظور وطنيا .

في الأردن من البدع تكتشف الواقع الجاري على أرض شعبية واجتماعية خصبة بالغضب والرفض و القلق و الخوف والتهميش والجوع .

مروان المعشر من بشر الرزاز ، نقول له المسرحية انكشفت ، وأرجوا أن تحلوا عن الأردنيين الخائفين والقلقلين ، والذين قرفوا كل بدع كلامكم . ولا أريد القول ببلاغ الأمر وحتمية الوجوب أننا لا نريد سماع صوتكم ، و انضبوا أحسن لكم .

 

اترك رد