“ليلة حب بألف ليلة وليلة”
الأردن اليوم – لارا مصطفى صالح
لِكَيْ تدرك روحكٓ بأن شمساً التبريزيّ كان ملك ُملوكِ الرُّوح عليكٓ أن تراه بروحِ الروميّ! ولكيْ تستطيعٓ فكّ شيفرات عشق ابن الملوّح للعامريّة عليك أن تراها بعينيْ مجنون! ولكيْ يطْلُعٓ من عتمتك قمر عليك أن تحيا ليل درويش!
ولكي تظل الحياة جديرة بالاحتمال كان عليك أن ترى طلاب وطالبات مدرسة الشويفات الدولية- مجمع دبي للإستثمار، ليل الخميس، السابع من آذار، عندما قالوا الشعر بكامل مهابة التأدية، وحلقوا في أعالي اللغة فشعرنا بدفء الكلام وضِعنا في فتنة السرد. مشهد مكثف لبداية الربيع، وقد بدت خشبة المسرح، مثل ڤينوس في مجدها، تحللت من كل التابوهات، فتحت باب الغواية واغتسلت بماء الفرح فامتلأت روح المكان بالنشوة والجمال.
أمسية شعرية نظمتها إدارة المدرسة، احتفاء باللغة العربية، بجمالها الفريد وبتكوينها الأسطوري. وذلك لوعيهم التام أن اللغة العربية لا تريد مناهج تعليمية، إنما تريدُ حُبَّاً، واهتماما، تماما كما يفعلُ عاشق مع معشوقته. شكرا كبيرة، وامتنانا بلا انتهاء لكل القائمين عليها، وما أسعدني وأنا أترقرقُ بين طيات قلوبكم.
* السيدة وداد ضرغام، رئيسة إقليمية لقسم اللغة العربية في مدرسة الشويفات الدولية؛ عاطفة، حبّ، دفء، مشاعر مطلقة وقامة أدبية، شمس المدرسة ونكهة عراقتها.
* السيدة أمل جبريل، مسؤولة الأنشطة في المدرسة؛ صانعة هذا الفرح، ولها من اسمها نصيب، صانعة للأمل.. أمل سامق يعانق السماء.
* الأستاذ بصري عبّارة، أستاذ اللغة العربية؛ قطب إنساني، ابن المفرق، بستان يانع وسط الشوك العميم في التعليم، يجوب المسرح برشاقة نص باذخ. حين يقصد رجل مثله باب الغربة، حريّ بالوطن أن يحزن.
* الآنسة سارة عبّارة؛ ورثت عن والديها كل جميل، سمراء فاتنة، نظرات عيناها المطمئنة. مختلفة عن بنات جيلها، ثقتها بنفسها، شموخها، شغفها بالقراءة. المقدمة الرائعة للحفل والتي خطتها يداها، كل ذلك أوحى لي باختلافها. هي أكبر من شاعرة وأجمل من فنانة.
* قمر الأمسية الطفل كريم شلهوب، وقد قرأ على الجميع قصيدته مشيًا وإشارةً وإلقاءً. ولا شيء أجمل منه عندما نزل عن خشبة المسرح وقال لي بدفء ” ممكن أسلم عليكِ”.
* صديقاتي الرائعات سيرين بربراوي وغنى العيتاوي، وقد تكبدن عناء الطريق ومشقته، بملء خواطرهن دون منفعة، لأنهن صديقات وكفى.
* وكما يقولون في بلادي، التّالي للغالي؛ ضياء العوايشة؛ الإعلامية الدافقة بالنبل والعطاء، أردنية سلطية، بيننا محبة عارمة من اللقاءِ الأوّل. وربَّما أكثر مِنْ ذلك. ضياء؛ أيا صديقتي الثمينة البهية، غاب الوطن بصفته مكانا جميلا عني، لكنه حاضر معي، عذب وحنون بقلبك النقي والأعمق من أيِّ وصف.
ربما أحتاج قسَماً من نوع خاص كي أصدق أن “الدنيا لسة بخير”! كنت معكم في عرض غير مباشر من غربتي، لليلة تساوي عمرا في قياس السنين. “ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة”، غاب عنها اللحن والكلمات كما غاب شاعرها، ولكنها ستبقى محفورة في عنق ذاكرتي.