الى سيدة الأرض في “يوم الأرض”
الأردن اليوم – عبد المجيد المجالي
إلى الصديق الذي أقرضته مبلغاً من المال ولم يسدني إياه.. قال لي : “حين نعود إلى فلسطين سأعطيك قطعة من أرضي” ..كان يتندر لكنني أخذت كلامه على محمل اليقين !
إلى الختيارة التي وضعت حفنة تراب في حقيبتها حين هجروها ونسيت أدويتها هناك !
إلى الحجارة التي كانت بلا معنى قبل أن يمسكها عجوز طاعن في المُر ويدمي بها “المغضوب عليهم” !
إلى المولود الذي لم يمر بمراحل العمر مثل كل أنداده ،لم يعاين دلال الطفولة ولم يذق طعم السهاد في مرحلة المراهقة ككل المستجدين في العشق ..لم يحظِ برتبة شاب ولم يباغته الشيب، فمن رتبة مولود ترفع مباشرة إلى رتبة “شهيد” !!
إلى الحليب الذي رضعناه من أم عادت للتو من ساحة الجهاد، فما قسى الحليب وما قست الأم !
إلى سكان المخيم الذين إستحوا من تسلل مياه الأمطار الدائم إلى بيوتهم ، فضموها إلى دفتر العائلة إيماناً بالمثل القائل : “من عاشر القوم أربعين غربة صار منهم ” !
إلى مفتاح العودة المعلق في صدر الدار بشموخ كأنه كتاب مقدس ، إليه وهو يُغني عن الدواء ويعامل معاملته : فوجوده شفاء و حفظه بعيداً عن متناول الأطفال ضرورة !
إلى الشهداء الذين ارتقوا اليوم وسيتناولون طعامهم في عليين ، إلى الذين ارتقوا بالأمس وسيرتقون غداً وفِي كل حين ..
إلى كل الناطقين بلسان “الكال وكلنا”، إلى المتممين واجبات الكرامة فرضاً وسنة، إلى (الكضية) التي حاولوا تغييبها فما غابت وما غبنا !
إلى فلسطين :
يوماً ما سنسترد الأرض ونتظاهر عليها _مثل كل خلق الله_ احتجاجاً على حجم الشوق الذي ضاق بنا وضقنا به !!