القمة العربية في تونس العرب اكتشفوا بأنهم مازالوا يحبون القدس و فلسطين . ولربما هو انجاز استراتيجي عظيم ،ويكفي ليكون صدا مانعا لسياسة ترامب و نتنياهو في إعلان يهودية الدولة و نقل السفارة و ضم الجولان لاسرائيل . بعزيمة الخطب و البيانات أصر العرب على الاستنكار و الشجب والدعوة لاحترام الشرعية الدولية . انجازات خطيرة ارتعدت منها تل ابيب ، و ترامب حرك بوارج الى الشرق الاوسط ، و اهتز البيت الابيض و الكنسيت ، و اركان المخطط الامريكي -الاسرائيلي ما يسمى بصفقة القرن بدأت تمحى خوفا ورعبا من عقل ترامب ، وحتى أن المعتوه سالف الذكر دخل في ذعر و حالة احباط و ندم ، و يقول مقوبون أنه قد يقدم على الانتحار هربا من فحولة العرب .
تمخض الجمل وولد فأرا ، ولو أن العرب لم يجتمعوا لكان أفضل حالا وواقعا . ولا اظن أن خطب الانشاء المحشوة استهلاكات أدبية سياسية غابرة منذ سبعون عاما من عمر الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، ولا تترافق مع أدنى اجراء عملي أو سياسة وقائية رادعة لاسرائيل ، وأي حتى بيان نهائي جريء وتوافقي على أقب تقدير ، ولو يلوح بإجراءات عربية سياسية ضد العدوين الامريكي و الاسرائيلي .
في خطب الزعماء لعثمة و نبرة خوف لا يريدون أن يجعلوا أمريكا . قمة تونس تشبه القمم العربية السابقة مسرحيات نتهي بمواقف كاريكاتير عن الواقع العربي المهترئ و الدايخ و المفتت و المكسور ، وهذا بالضبط ما سمعناه من خطب لا تملك أي جرأة لقول كلمة لا لأمريكا و اسرائيل .
جعجعة عرب كما يقولون ، فماذا لو أن العرب أعلنوا مقاطعة لامريكا و اسرائيل ؟
من تابع القمة ، فهناك زعماء جالسين على مضض ، وليس لديهم وقت كاف لاكمال الجلسة الافتتاحية . بعض الدول بخلت في أرسال رئيس وزراء واكتفت بوزراء خارجية و تمثيل من أدنى المستويات ، وزعماء حضروا القمة جسدا و أمضوا وقتهم في سبات عميق ، و آخرون يتساوون في لعبة ال “ببجي ” ، لربما تحمل إثارة و تشويق اكثر من كل الخطب الرنانة و المتلعثمة .
حقيقة ما قد يبقى من القمة صورا متحركة تذكارية ، فلا تعرف قادم الايام ماذا يحمل لامة العرب ؟