انطلقت في مدينة مونترو بسويسرا الخميس الماضي اجتماعات مجموعة بلدربيرغ، المنظمة السرية الأكثر إثارة للجدل في العالم، للتداول بشأن 11 قضية تشغل بال الدول.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن من بين تلك القضايا، سيتناول المشاركون بالبحث موضوعات تتراوح ما بين مستقبل الرأسمالية وتسليح منصات التواصل الاجتماعي بتوظيفها في الحروب والسياسة، والذكاء الاصطناعي، وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، والصين، وروسيا وغيرها من القضايا.
ويشارك في اجتماعات بلدربيرغ في دورتها الـ 67 هذا العام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وجاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وصهر الرئيس دونالد ترامب.
ومن بين حوالي 130 مشاركا، يحضر الاجتماعات أيضا كل من ملك هولندا فيليم ألكسندر، ومستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، والسياسي الأميركي ستاسي أبرامز، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل إريك شميدت، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ديفد باتريوس.
وتضم قائمة الحضور كذلك رؤساء أميركيين سابقين ورؤساء حكومات أوروبيين سابقين، بالإضافة إلى رؤساء كبريات المؤسسات المالية الغربية.
ورغم أن الحاضرين يعبرون خلال المداولات عن آرائهم الشخصية إذ أنهم لا يشاركون بصفاتهم الرسمية، فمن المتوقع تشهد الاجتماعات اختلافا في وجهات النظر، لا سيما حول ظاهرة التغير المناخي.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن بومبيو أثنى في اجتماع لمجلس القطب الشمالي عُقد في فنلندا مطلع مايو/أيار على التغيرات المناخية التي تسببت في ذوبان الجليد في الدائرة القطبية الشمالية.
ونقلت عنه القول إن انحسار الطبقات الجليدية المستمر في البحار “يفتح ممرات وفرصا جديدة للتجارة”، مشيرا إلى وجود كميات وافرة غير مكتشفة من النفط والغاز واليورانيوم والمعادن الأرضية النادرة والفحم والألماس والثروات السمكية في منطقة القطب الشمالي.
ولا يقتصر تباين وجهات النظر هذه على ظاهرة التغير المناخي وحده، فقد وجد بومبيو وإدارة ترامب نفسيهما -بحسب الصحيفة- على خلاف مع الدول الأوروبية بشأن إيران.
ونوهت الصحيفة إلى أن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية الكبرى مع إيران في 2015، إلا أن الحكومات الأوروبية ظلت ملتزمة به وحثت إيران على مواصلة الالتزام به.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن ما سيقوله بومبيو وكوشنر والشخصيات الأخرى لبعضهم البعض خلال المداولات في اجتماعات بلدربيرغ سيظل خافيا على الشعوب وذلك لطبيعة المنتدى السرية.
وغذت تلك السرية التي تكتنف لقاءات المجموعة سنويا نظريات المؤامرة منذ أول اجتماع لها عام 1954 في فندق يحمل اسم بلدربيرغ في بلدة أوستيربيك بهولندا.
وقالت الناشطة السياسية الأميركية فيليس شلافلي في كتاب ألفته بعد عشر سنوات من انعقاد أول اجتماع للمجموعة إن “صانعي نجوم أميركا السريين” ونخبة مختارة من الأجانب التقت في بلدربيرغ ومارست نفوذها على الشؤون الأميركيين.
واستشهدت الصحيفة بما قالته الصحفية أنا ميرلان مؤلفة كتاب “جمهورية الأكاذيب” من أن معظم نظريات المؤامرة التي تدور حول مجموعة بلدربيرغ تتركز حول مخاوف من سيطرة “حكومة عالمية واحدة” على الشؤون الداخلية لدول العالم.
وترى ميرلان في كتابها أن مخاوف كثيرة مماثلة طالت الماسونيين أو الشيوعيين.
ويذهب البعض إلى درجة اعتبار مجموعة بلدربيرغ حكومة خفية تدير العالم، وذلك نظرا لحرص المشرفين على المجموعة على إبعادها عن الإعلام والاكتفاء بإعلان عناوين المداولات، وتكتمهم على التوصيات وكيفية تطبيقها.
وبحسب موقع بلدربيرغ الإلكتروني، فإن الأوروبيين يشكلون ثلثي المشاركين في اجتماعات المجموعة بينما يفد الثلث الباقي من الولايات المتحدة الأميركية.