5 أمراض شائعة يتعرض لها طفلك.. فما هي؟

132

من الطبيعي أن يتعرض الأطفال للكثير من الأمراض، خاصة في بداية حياتهم، ذلك أن مناعتهم تكون ضعيفة، وبالتالي أبسط الأمراض التي قد يكون علاجها بمتناول اليد تؤثر في صحتهم. وبالإضافة إلى ذلك قد يتعرض الأطفال لبعض الأمراض غير المألوفة عند الأهل، ما يجعل الأخيرين في حيرة من أمرهم حيال علاجها والتخلص منها، ولذلك يسعى الوالدان إلى الاهتمام بكل ما يتعلق بصحة طفلهما لوقايته من التأثيرات الجانبية التي قد ترافقه لفترة طويلة من حياته. فما هي أبرز الأمراض التي يتعرض لها الأطفال؟ وما الوسائل الفضلى لعلاجها؟

– لماذا يتعرض الأطفال أكثر من غيرهم للأمراض؟

السبب الرئيس والأول لتعرّض الأطفال للأمراض هو ضعف جهاز المناعة لديهم، ولذلك فأي مرض بسيط يؤثر فيهم بصورة أكبر من غيرهم كما تجدر الإشارة إلى أن الأطفال في مرحلة ما من عمرهم، يبدأون باكتشاف العالم المحيط بهم من طريق وضع الأشياء المختلفة التي تظهر أمامهم في فمهم، والتي قد تحتوي على جراثيم أو فيروسات، ما يساهم في انتقال الأمراض المختلفة إليهم. كما أن الطفل في مرحلة الحبو التي تسبق المشي، يتعرض للكثير من الأوساخ التي قد لا تراها الأم على الأرض، وبالتالي يُصبح عُرضة للأمراض المختلفة.

– هل يمارس الأهل بعض العادات التي تتسبّب بنقص المناعة لدى أطفالهم وزيادة احتمال إصابتهم بالأمراض؟

يلازم الشعور بالخوف الوالدين منذ ولادة طفلهما إلى أن يكبُر، وهذا الشعور على الرغم من إيجابياته الكثيرة، له أحياناً تأثيرات قد تنعكس سلباً على صحة الطفل. فعندما يبالغ الأهل في خوفهم على طفلهم، ويحرصون على تأمين الجو الصحي الأفضل له، يقومون بالعديد من الممارسات الخاطئة، وأبرزها:

❀ استخدام المنظّفات الكيميائية ذات الرائحة القوية، فهي تُلحق الأذى بالجهاز التنفسي للطفل، والذي يعد من أكثر الأعضاء حساسيةً في جسده الغض.

❀ استخدام قطرات الأذن المضادة للالتهاب لمجرد شعور الطفل بألم في أذنه، فقد تكون الآلام ناتجة من أسباب أخرى لا علاقة لها بالالتهاب، مثل نمو الأسنان، وبالتالي فإن استخدام قطرات الأذن يُضعف مناعة الطفل ضد الالتهاب الذي قد يتعرّض له جسمه مستقبلاً.

❀ إعطاء الطفل جرعات من الكالسيوم من أجل زيادة معدل نموه ونمو أسنانه من دون التأكّد من حاجته إلى تلك الجرعات، مما يؤدي الى تضرّر الكليتين مستقبلاً.

❀ المبالغة في إعطاء الطفل المضادات الحيوية عند أول مرض بسيط يتعرض له، الأمر الذي يحذّر منه الكثير من الأطباء، لأن مثل هذا التصرف يؤدي الى إضعاف مناعة الطفل على المدى البعيد، وبالتالي يصبح عرضة للإصابة بالعديد من الالتهابات والأمراض بشكل دائم.

– ما أكثر الأمراض شيوعاً لدى الأطفال؟

تختلف الأمراض التي يتعرض لها الأطفال باختلاف البيئة التي يعيشون فيها ومدى نظافتها، لكن من أبرز الأمراض شيوعاً لدى الأطفال:

❀ الأنفلونزا: على الرغم من أن هذا المرض شائع عند الكبار والصغار، إلّا أنه قد يتسبب بمشاكل صحية أخطر عند الأطفال، فيترافق مع ارتفاع كبير في الحرارة حيث تصل أحياناً الى 40 درجة، وبالتالي إذا لم تتم معالجة الأنفلونزا بسرعة، فقد تؤذي دماغ الطفل. كما تترافق الأنفلونزا أحياناً مع فقدان للشهية والإسهال، وبالتالي يخسر جسم الطفل المواد الغذائية الأساسية التي تساهم في نموه، بالإضافة إلى آلام في المعدة وصداع شديد.

وعلى الرغم من أن علاج الأنفلونزا بسيط وفي متناول الجميع، فمن الضروري المسارعة إلى أخذ الطفل الى الطبيب في حال ظهرت عليه عوارض هذا المرض، وذلك لإعطائه الدواء المناسب من دون زيادة الجرعة أو تقليلها. كما يوصى بالحصول على اللقاح السنوي للأطفال بدءاً من عمر الستة أشهر، وتعليم الطفل النظافة وغسل يديه على نحو دائم، خاصة في المدرسة.

❀ العين الوردية: تعتبر العين الوردية من الأمراض التي تؤدي الى التهاب في الغشاء الشفّاف العلوي الذي يغطي الجزء الأبيض من العين والسطح الداخلي للجفن، ويصاب به الأطفال نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية قد يلتقطونها من الجو بشكل طبيعي، كما يمكن أن يتسبب التدخين أو المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل بالإصابة بها.

يترافق هذا المرض مع حكّة شديدة في العين وهيجان، كما يشعر الطفل بحساسية تجاه الضوء، وفي بعض الأوقات يترافق المرض مع فرط في الإفرازات أو الدموع، مع تورّم في الجفون واحمرار في الجزء الأبيض من العين. وتجدر الإشارة إلى أن من الضروري علاج هذا المرض قبل أن يقترب الفيروس من حدقة العين ويتسبب بأمراض أكثر خطورة.

يجب تذكير الأطفال دائماً بعدم لمسهم لعيونهم وخاصة في المدرسة، كما يجب الانتباه إلى الطفل الرضيع في حال لمس أي شيء ومن ثم وضع يديه على عينيه.

❀ جدري الماء: هو مرض معدٍ جداً حيث يصاب به الطفل مرة واحدة في حياته، ومن ثم وبمساعدة الأدوية تتشكل لديه مناعة دائمة ضده. لكن الإصابة به تترافق مع الكثير من الأعراض أبرزها الشعور بالضعف والتعب وفقدان الشهية، إضافة الى ظهور طفح جلدي يتسبّب بحكة ويتميز بالحويصلات الحمراء التي يتوجب عدم فقئها لأنها تترك بقعاً يدوم أثرها على جسد الطفل.

يترافق هذا المرض مع ارتفاع شديد في الحرارة، لذا من الضروري أن يتناول الطفل دواءً خافضاً للحرارة مع مانع للحكّة من أجل التغلّب على المرض، وبالطبع يمكن إعطاء الطفل لقاحاً في عمر السنة، وآخر في عمر كبير إذا لم يُصب بالمرض بعد.

❀ التهاب الحنجرة: هو من أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال، وينتشر من طريق الرذاذ المنقول جواً، والذي يتناثر نتيجة سعال أو عطس شخص مصاب به.

هذا المرض يتسبب بارتفاع حرارة الطفل وشعوره بالغثيان الدائم، كما يمكن أن يؤدي الى تورّم في اللوزتين وآلام حادّة في الحلق تمنع الطفل من تناول الطعام بشكل مريح.

يمكن علاج هذا المرض بإعطاء الطفل الدواء المناسب بعد استشارة الطبيب المختص.

❀ السعال الديكي: يُصاب الكبار والصغار على حد سواء بهذا المرض، لكنه يصبح خطيراً عندما يتعرض له الطفل قبل أن يكمل عامه الثاني.

تبدأ أعراض هذا المرض بكحّة خفيفة وعطس وحمّى، لتتحول بعد أسبوعين تقريباً إلى 5 أو 10 نوبات من الكحّة تنتهي بصوت أشبه بصياح الديك، وهو لذلك سُمّي بـ”السعال الديكي”. قد تصل شدة السعال عند الأطفال الصغار إلى التقيؤ في نهاية النوبة، الأمر الذي يتسبب بفقدان الشهية لدى الطفل، وبالتالي حرمانه من المغذيات الأساسية في جسمه.

من الممكن معالجة هذا المرض بشكل سريع من خلال إعطاء الطفل المصل الخاص بعلاج هذا المرض، كما من الضروري استشارة طبيب مختص قبل إعطاء الطفل أي مصل، من أجل التأكد من مدى فعاليته لمثل هذه الحالة.

اترك رد