(جوناف) ينتدي حول المجتمع المدني الأردني و”محليّة العمل الإنساني”

116

عقد التحالف الوطني الأردني (جوناف) جلسة نقاشية (دائرة مستديرة) بعنوان “كيف سيكون وضع المجتمع المدني الأردني لو تم تفعيل محليّة العمل الإنساني”؟

وشارك في الجلسة الخبيران الدوليان “كونراد فان بربنت” و”سمورتي باتيل، وممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، وإعلاميين، وشركاء استراتيجيين من المانحين والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني الوطنية والمحلية الأعضاء وغير الأعضاء في (جوناف).

الفعالية التي تم تنظيمها بمبادرة من منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) كعضو مؤسس في (جوناف)، هي الثالثة للتحالف ضمن جهوده من أجل تطبيق وتفعيل أجندة “محليّة العمل الإنساني” (Localization) في الأردن، وذلك وفق مخرجات قمة إسطنبول العالمية للعمل الإنساني 2016، وقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم (61/134).

وتمحّور النقاش حول موضوع الدعم المالي المقدّم من قبل المانحين الدوليين والمنظمات الدولية وآلية التمويل الرسمية المعتمدة من قبل الحكومة، وذلك في مقابل التزامات هؤلاء المانحين والمنظمات تجاه تفعيل “محليّة العمل الإنساني” بموجب توقيعهم على الـ Charter for Change (بالعربية ميثاق من أجل التغيير)، والجراند بارجن (Grand Bargain) كأحد المخرجات التي تمخّضت عنها قمة إسطنبول.

كما ناقش المجتمعون الشراكة الفاعلة القائمة على الثقة المتبادلة التي يستدعيها تطبيق “محليّة العمل الإنساني”، سواء بين المنظمات الدولية ونظيراتها الوطنية والمحلية، أو سواء بين المجتمع المدني المحلي والوزارات والمؤسسات الحكومية والإدارات المحلية المعنية، والدور الذي يمكن أن تلعبه التحالفات الوطنية على غرار (جوناف) بهذا الخصوص.

وتقوم “محليّة العمل الإنساني” على إرساء علاقة متكافئة وعادلة بين منظمات المجتمع المدني المحلية ونظيراتها الدولية التي تستأثر بالحصة الأكبر من التمويل العالمي المقدم للعمل الإنساني والتنموي والاستجابة للكوارث والأزمات، وإيلاء دور أكبر وأساسي للمنظمات المحلية ابتداء من مرحلتي البحث والتخطيط، مروراً بتطوير وإدارة وإدامة جهود الاستجابة الإنسانية والعمل الإنساني والتنموي، وعدم الاكتفاء بدور “مزوّد الخدمة” أو “المُنفّذ” المُناط بها حاليا.

وابتدأت الفعالية بكلمتين ترحيبيتين لكل من الرئيسة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض) الأستاذة “سمر محارب”، والأستاذة “منال الوزني” الرئيسة التنفيذية لـ “درّة المنال للتنمية والتدريب” أحد الأعضاء المؤسسين في (جوناف).

تلا ذلك عرض تقديمي لمديرة البرامج في (أرض) المهندسة “زينب الخليل” استعرضت خلاله نشأة التحالف الوطني الأردني (جوناف)، وغاياته، وأهم الجهود التي قام بها لغاية الآن، وكذلك مخرجات المسح الذي قامت به (أرض) حول متطلبات وانطباعات عدد من مؤسسات المجتمع المحلي الأردني إزاء تطبيق “محليّة العمل الإنساني”.

بدوره استعرض الخبير الدولي “كونراد فان بربينت” مفهوم “محليّة العمل الإنساني” في إطاره النظري والإجرائي، والجهود الدولية المبذولة منذ طرح هذا المفهوم وما تم إنجازه لغاية الآن. في حين استعرضت الخبيرة الدولية “سمورتي باتيل” تجربة منظمات المجتمع المدني المحلية في بعض الدول الآسيوية فيما يتعلق بالمناصرة وحشد التأييد وتشكيل التحالفات الوطنية لهذه الغاية.

واختُمم الشق الأول من الفعالية بمداخلة من قبل المنسق الإنساني في وزارة التخطيط والتعاون الدولي السيد “عمر نصير”، استعرض خلالها أجندة الحكومة الأردنية فيما يتعلق بـ “محليّة العمل الإنساني”، أو “محللة” العمل الإنساني، وما تم اتخاذه وإنجازه في هذا السياق.

وفي الشق الثاني من الفعالية تبادل المشاركون مداخلاتهم وملاحظاتهم وتعقيباتهم من خلال نقاش “المائدة المستديرة” الذي أداره الخبير التنموي الدكتور “صادق خواجا”.

وكان من بين المتحدثين رئيسة لجنة العمل والتنمية الاجتماعية في مجلس الأعيان الأردني الدكتورة “سوسن المجالي”، وممثل وزارة التنمية الاجتماعية السيد “محمد حمّاد”، وعضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية السيد “فارع المساعيد”، ورئيس جمعية العون الصحي الأردني الدولية الدكتور “يعرب العجلوني”، والمديرة التنفيذية لمركز العدل للمساعدة القانونية الأستاذة “هديل عبد العزيز”، ورئيسة مركز تمكين للدعم والمساندة الأستاذة “ليندا كلش”.

يذكر أن التحالف الوطني الأردني (جوناف) قد تأسس سنة 2018 بمبادرة من عدد من منظمات المجتمع المدني الأردنية العاملة على المستوى الوطني (CSOs) والمحلي (CBOs)، وخبراء وإعلاميين وناشطين من مختلف مناطق المملكة، والذين يعملون معاً كرديف للمسؤولين وصانعي القرار على المستوى الحكومي ومستوى الإدارات المحلية.

ويسعى (جوناف) إلى تصدّر الجهود المبذولة في مجالي الاستجابة الإنسانية والتنمية طويلة الأمد في الأردن، وذلك بما يلبي احتياجات الفئات المستضعفة من اللاجئين وطالبي اللجوء داخل الأردن على اختلاف جنسياتهم، وكذلك احتياجات الفئات المستضعفة من الأردنيين أبناء المجتمعات المحلية المستضيفة الأكثر تأثّراً بتبعات وتداعيات الصراعات والنزاعات التي تشهدها دول الجوار.

ويتركّز عمل (جوناف) ضمن أربعة محاور رئيسية هي: محليّة العمل الإنساني، واللامركزية، والاستجابة للأوضاع الإنسانية الطارئة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1325) المتعلق بالمرأة والأمن والسلام.

ويسعى (جوناف) لتحقيق ثلاث غايات رئيسية تتمحور حول “التنسيق والتمثيل، و”جهود المناصرة وحشد التأييد”، و”مشاركة المعرفة وبناء قدرات الأعضاء”. حيث يتمتع جميع أعضاء التحالف لهذه الغاية بعضوية متساوية وتصويت متكافئ إزاء كافة القرارات والإجراءات المتخذة.

اترك رد