الأمير الحسن يدعو إلى إنشاء نظام معرفي إقليمي لتحديد أولويات المنطقة
الأردن اليوم – جدد سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي والرئيس الفخري للمجلس الدولي للاجئين والنازحين، التأكيد على القضية الإنسانية في المشرق العربي إزاء التطورات الإقليمية والخطوات الجارية وأهمية إيحاءات الأحداث التي شهدها هذا المشرق منذ عام 2011.
ووفقا لبيان صحافي صادر اليوم الاثنين عن المنتدى الفكري العربي، قال سموه في لقاء نظمه المنتدى الاربعاء الماضي، عبر تقنية الاتصال المرئي، حول قضايا اللجوء بمناسبة مرور عام على انعقاد المنتدى العالمي الأول للاجئين في جنيف، إن إعادة وضع القضية الإنسانية لحق العودة اللاجئين، تستدعي بصورة أساسية التركيز على مجاميع اللاجئين.
وأضاف سموه أن الكرامة الإنسانية تتطلب هيكلة جديدة للتصور الخاص بذلك، وإزالة الحواجز التي في الأذهان، داعياً إلى التعاون من أجل بلورة هذا المفهوم الجديد لتجنب المزيد من العنف والصراع. وأكد أهمية ضمان عودة اللاجئين كحل جذري، بما يحقق النمو وإعادة الإعمار، معرباً عن الأمل في بلورة سياسات ملائمة وكفيلة بممارسة حق العودة للاجئين. كما تساءل سموه حول إمكانية وجود صوت من الإقليم تجاه الخارج، والحديث عن مُحرّك مشترك مع البرامج والمنظمات الدولية كبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية لتلبية احتياجات اللاجئين.
وقال سموه: إن هذه المسؤوليات المتعددة لا بد أن تُسلَّم لمجلس اجتماعي اقتصادي إقليمي يضم القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وغيرها، ليلتقي المعنيون في هذه المنطقة على هدف يساعد على إيجاد هيكل للمؤشرات الأساسية خلال المرحلة المقبلة.
ودعا سموه إلى إنشاء نظام معرفي إقليمي لتحديد أولويات المنطقة بصورة واضحة وشفافة وأمينة، إلى جانب الشبكة البحثية الاستطلاعية للاتجاهات والقيم “الباروميتر العربي” على غرار الباروميتر الإفريقي، من أجل ضمان الاستقرار ووضع الخطط الاستباقية على مدى خمس أو عشر سنوات مقبلة.
وقال سموه إن جائحة كورونا التي أصابت أكثر من 75 مليون إنسان حتى اليوم، وحصدت أرواح ما يزيد على مليون من البشر، ربما خدمتها الظروف بمفهوم الانتقال عبر الحدود بين دولة وأخرى، فيما كان لهذه الجائحة والضوابط حولها أثرها غير المتساوي بين الطبقات المختلفة. وشدّد سموه على ضرورة اعتماد لغة واحدة في هذا الإقليم المشرقي بشأن ما سمّاه “فهرس الحرمان الإنساني”.
وقال: إن أوجه الحرمان تأخذ أشكالاً مختلفة، وعلى العالم أن ينظر إلى موضوع الكرامة دون تمييز، ولا سيما أن اللاجئين الذين يدخلون الولايات المتحدة وأوروبا الغربية يُوزّنون لمعرفة قدراتهم وعطائهم لاقتصاد الدولة المُضيفة، هي الدول المستوردة في سوق الطلب أكثر من الدول المُصدّرة.
وقدمت كبيرة مستشاري السياسات ورئيسة وحدة سياسات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) شادن خلّاف محاضرة حول متابعة نتائج أعمال هذا المنتدى العالمي وكيفية استخدام أهداف الميثاق العالمي بشأن اللاجئين.
كما شارك بالمداخلات، في اللقاء الذي أدار النقاش فيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور، السفير السوداني السابق والأمين العام السابق للمنتدى الدكتور الصادق الفقيه، ومديرة البرامج في المعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس هاجر الحبشي، والمديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية بالأردن سمر محارب، ومدير الأبحاث في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية بلبنان ناصر ياسين. وأكد المشاركون أهمية الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين والمنتدى العالمي للاجئين في تحقيق التضامن في الاستجابة لقضية اللجوء، والمشاركة المنصفة في تحمّل المسؤولية عن اللاجئين والنازحين، إضافة إلى توضيح كيفية استخدام الأهداف الرئيسة للاتفاق العالمي بشأن اللاجئين من أجل التصدي للتحديات التي استحدثها أو فاقم وجودها فيروس كورونا COVID-19.
كما أكدوا أهمية دور المجتمع المدني ومنظماته في سد ثغرات برامج التعامل مع الجائحة، لتحقيق استجابة عادلة اجتماعياً بعيدة عن التمييز بين اللاجئين، تعمل على حمايتهم وتقديم المساعدات لهم، رغم كل العوامل التي تؤثر بسياسات التعامل معهم على مختلف المستويات. ونوه عدد من المشاركين بإنجازات الأردن في التعامل مع قضية اللجوء في الجائحة على الرغم من محدودية الإمكانيات والتمويل، ما يمكن أن يشكل إنموذجا في تقاسم العبء مع المجتمع الدولي باستضافة اللاجئين وحمايتهم في مختلف الظروف. وكان أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبوحمّور، قال في كلمته التقديمية: إن المشرق العربي وخلال العقود الثلاثة الماضية كان الأكثر تأثراً والأكثر انعكاساً لمشكلات اللجوء بسبب ما مرَّ به من حروب وصراعات إقليمية واضطرابات ما سمّي بالربيع العربي، وكذلك انعكاسات الأزمات الاقتصادية عليه، لافتا إلى أن من اوضح الأمثلة على هذه التأثيرات وانعكاساتها كون الأردن البلد الثاني عالمياً من حيث استضافة اللاجئين وأعدادهم مقارنة بعدد سكانه الأصليين.
(بترا)