لبنان يستعد ليوم ثالث من الاضطرابات وسط تنامي الغضب في البلاد
171
Share
الأردن اليوم – يستعد لبنان ليوم ثالث من الاضطرابات يوم السبت بعد أن اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة في أنحاء البلاد تعبيرا عن الغضب المتنامي من الأزمة الاقتصادية وتحولها لأعمال شغب في شوارع العاصمة بيروت.
واحتشدت مجموعات صغيرة من المتظاهرين في وسط بيروت في محاولة للإبقاء على الاحتجاجات قائمة. وظلت حرائق اندلعت مساء الجمعة مشتعلة وتحطمت واجهات متاجر ومصارف في حي تجاري في العاصمة.
وأمهل سعد الحريري رئيس وزراء لبنان ”شركاءه في الحكومة“ 72 ساعة للتوقف عن تعطيل الإصلاحات وإلا فسوف يتبنى نهجا مختلفا، في تلميح محتمل لاستقالته.
واندلعت أحدث موجة توتر في لبنان بفعل تراكم الغضب بسبب معدل التضخم واقتراحات فرض ضريبة جديدة، بما يشمل المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب، وارتفاع تكلفة المعيشة. وسحبت السلطات سريعا مقترح تلك الضريبة الجديدة بعد خروج أكبر احتجاجات في البلاد منذ عقود.
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم السبت إن جماعته لا تؤيد استقالة الحكومة قائلا إن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية الحادة.
وأضاف نصر الله في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة أنه يدعم الحكومة الحالية ”ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة“ وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
لكن نصر الله قال إن الحكومة الحالية لا تتحمل وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأمور. وأضاف ”الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وعدم الانشغال الآن في هذا التوقيت بتصفية حسابات سياسية مع البعض وترك مصير البلد للمجهول مما سيؤدي إلى مجهول أمني وسياسي“.
ودعا كل الأطراف السياسية إلى تحمل المسؤولية بما فيهم حزب الله قائلا ”أولا الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وأن يقبل سهمه من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع. وثانيا أن يأتي ويشارك ويساهم في المعالجة. من يهرب، من يتخلى، من ينسحب، الشعب اللبناني يجب يحاسبه“.
ويشارك في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام متظاهرون من مختلف الطوائف والدوائر وأعادت التظاهرات للأذهان ثورات اندلعت في 2011 وأطاحت بأربعة رؤساء عرب. ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب حكومة الحريري بالاستقالة.
وقال رمزي إسماعيل وهو مهندس يبلغ من العمر 60 عاما ”سيخرج الناس اليوم أيضا بكل تأكيد لأن فيه وجع… لكننا نعارض الاشتباك مع الجيش وقوى الأمن ونعارض التخريب“.
توقع نصر الله في الخطاب أن فرض أي ضرائب جديدة سيؤدي إلى ”انفجار شعبي“.
وقال ”بالوضع الحالي هناك أخطار حقيقية تواجه البلد. هناك خطران كبيران الخطر الأول هو الانهيار المالي والاقتصادي والخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي“.
وتابع قائلا ”الخطر الأول الذي يتحدث عنه الكثيرون هو الانهيار المالي والاقتصادي.. إنه إذا لم نعمل حل نحن رايحين على انهيار البلد رح يكون مفلس والعملة تبعنا ما بيعود إلها قيمة.
”الخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة“.
وسلط انتشار الاحتجاجات على نطاق واسع غير معتاد الضوء على حجم الغضب الشعبي. وفشلت الحكومة التي تضم كافة الأحزاب اللبنانية تقريبا في تطبيق إصلاحات ضرورية لحل الأزمة.
وقالت مريم كسروان (28 عاما) ”يجب أن تستمر الاحتجاجات لأن هذه مسألة تتعلق بكرامتنا. وغير ذلك نحن سنبقى بحالة إذلال“.
واعتقلت شرطة مكافحة الشغب بعض المحتجين في وقت متأخر من مساء الجمعة وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في بيروت تحولوا إلى العنف الذي أدى لتناثر الزجاج والحطام المحترق في الشوارع.
وقال جهاز الأمن الداخلي اللبناني إن 52 شرطيا أصيبوا يوم الجمعة وإن قواته اعتقلت 70 شخصا.
وقال شربل أبيض (26 عاما) في تعليق على الأضرار التي لحقت بالمدينة ”العالم اللي بيعملوا ها القصص ما فيني ألومهم صراحة أنا إنسان موظف يمكن في ناس بلا شغل بلا طبابي (رعاية طبية) بلا علم ما بعرف حرام .. يمكن عندن حقوق ومش عارفين يعبروا غير هيك“.