الاردن اليوم – هل تشعر بأن مزاجك يرتفع وينخفض بشكل متسارع؟ هل يتكرر ذلك كثيرا لديك؟ وهل تعد هذه التقلبات طبيعية؟ الإجابة هي “ربما”. فهي تعد عادية إن لم تكن تعطل سير حياتك أو تؤثر عليه بشكل كبير أو تؤثر على سير حياة الآخرين من حولك، هناك العديد من الأمور التي تؤثر على المزاج وتجعله يتقلب أثناء اليوم. فعلى سبيل المثال، تؤدي الفسيولوجيا الطبيعية لجسم الإنسان إلى أن يكون أكثر نشاطا وحركة في ساعات الصباح، مقارنة بساعات المساء. وفي أحيان أخرى، يكون تقلب المزاج ناجما عن مرض نفسي، أو قد يكون مؤشرا على أن شيئا ما يحدث داخل جسدك. فالتقلبات المزاجية التي تؤثر على حياة الشخص تعالج طبيا، وأيضا عبر إحداث تغييرات على نمط الحياة. وتتضمن الأسباب النفسية المؤدية لتقلب المزاج ما يلي:
– القلق والضغط النفسي: يؤدي ضجيج الحياة اليومية وما يحدث خلالها من مفاجآت سارة وغير سارة إلى حدوث تغيرات في المزاج، غير أن بعض الأشخاص يشعرون بالضيق والخوف والقلق نتيجتها، مما يجعلهم يشخصون باضطراب القلق العام، وذلك إن كانوا يجدون صعوبة بالسيطرة على قلقهم ومخاوفهم، وتصاحب ذلك مع أعراض أخرى، منها اضطراب النوم. فعندما تكون الحالة شديدة، يصبح التعامل مع التقلبات المزاجية أمرا مستحيلا، مما يلزم استشارة الطبيب.
– الاضطراب ثنائي القطب: يعاني مصابو الاضطراب ثنائي القطب من تقلبات مزاجية أكثر شدة وأطول أمدا من التقلبات العادية. فعلى سبيل المثال، من الطبيعي أن يشعر الشخص بشعور رائع ليوم أو يومين عند حدوث شيء جميل في حياته، لكن مصابي الاضطراب ثنائي القطب قد يقضون أياما إلى أسابيع عديدة في مزاج احتفالي، وذلك يتصاحب مع كثرة الحركة والكلام وقلة النوم والقيام بنشاطات مدمرة كالقيادة المتهورة. تعرف هذه الحالة بمرحلة الهوس، والتي قد تتصاحب مع الهلوسة السمعية. كما أنه ليس من المستغرب أن يشعر المصاب بعد ذلك بصعوبة في الخروج من السرير وإنجاز المهام. فقد يقضي مصاب الاضطراب ثنائي القطب 4 أيام متواصلة في السرير، مما يجعله يفقد وظيفته. فهو يشعر بالحزن وفقدان التحفيز، وحتى بالرغبة بالانتحار. وتعرف هذه الحالة بمرحلة الاكتئاب.
– اضطراب الشخصية الحدية: يتسم هذا الاضطراب النفسي بتغيرات فجائية شديدة في المزاج، منها التحول من قلق إلى غضبان إلى مكتئب، لكنها لا تكون بحدة التقلبات المزاجية الناجمة عن الاضطراب ثنائي القطب. ويذكر أن مصابي اضطراب الشخصية الحدية لا يتعاملون مع الضغط النفسي بشكل صحيح، فهم قد يشعرون بالرغبة بإيذاء أنفسهم عندما يشتد شعور الضيق وعدم الراحة لديهم.