حتى الملوخية ودها ميّة

83

الأردن اليوم _ ابراهيم عبدالمجيد القيسي

قبل اي شيء نذكّر بأننا من أفقر الدول مائيا، وعجزنا المائي السنوي يبلغ 500 مليون متر مكعب.
في الأردن 15 سدّا رئيسيا سعتها  336 مليون متر. والخطة للاعوام 16-25 تهدف لإنشاء مزيد من السدود لبلوغ سعة تخزينية 400 مليون متر مكعب. كلفة انشاء متر واحد في السد كانت سابقا دينارا واحدا واليوم أصبحت كلفته 9 دنانير، تحتوي السدود حتى تاريخه 160 مليون متر مكعب علما ان المخزون كان في العام الماضي ولنفس الفترة 130 مليون متر مكعب.
سد الوحدة أكبر سدودنا بسعة 110 ملايين متر، يستخدم لمياه الشرب، الجار السوري يستهلك كل المصدر الذي يغذي السدّ وهو مياه نهر اليرموك، فالسدّ إذا  «حزين» وفيه اليوم 18 مليون متر مكعب فقط علما بأننا نعيش نهاية الموسم المطري !.
السدّ الرئيسي لري زراعة وادي الأردن هو سدّ الملك طلال طاقته 75 مليون متر مكعب، وفيه 70 مليونا حتى الآن وسيمتلىء بمشيئة الله.
ولدينا حفائر وبرك وسدود ترابية عددها 411 موقعا، تخزن مؤقتا 115 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، مخزونها حتى اليوم 60 % من قدرتها المذكورة.
وأثناء أي شيء نذكّر بأننا نعتمد على حوض الديسي لتغطية حاجتنا من مياه الشرب، علما أن معلومة تقول بأن الاحتلال الصهيوني يجتر مياه الديسي منذ عام 1962 ويسقي المستوطنين في مدينة ام الرشراش الأردنية المحتلة التي يسميها إيلات، وهو العدو نفسه الذي يستولي على المياه الجارية تحت الأراضي الأردنية في وادي عربة، ومن خلالها لديه جنان ومزارع خضراء على السفح والبطن الغربيين من الوادي، بينما كل الجزء الشرقي من الوادي صحراء مقفرة، وأتمنى أن زيارة جلالة الملك الأخيرة لوادي عربة منحت مسؤولينا ملاحظة بسيطة، وهي أن ينظروا الى الأرض تحت أرجلهم في وادي عربة، لعلهم يجدون ماء، دون جهد بالماء.
في الكرك الصامدة تم انشاء سدّ مؤخرا، سعته 2 مليون متر مكعب، ومنذ عامين لم يبلغ مخزونه سوى نصف مليون متر، وفي الكرك أيضا، تحديدا في شمالها ثمة وادٍ يفصلها عن محافظة مادبا، اسمه الموجب، هو آية أردنية من جمال الموقع والتضاريس، وهي «غير مكتشفة « حتى الآن، فالجميع يتحاشون المرور به، ليستمر متروكا مقفرا حجارته صماء، رغم بلاغة وفصاحة لغتها، لكن يبدو أن مشكلة الوادي في اللهجة، فهي غير مسموعة وربما غير مسموحة أيضا.
لو وجدنا مسؤولين يستطيعون محاكاة تفكير جلالة الملك، ويهتمون بالأردن كما يفعل جلالته، لتحول الأردن الى بلد غني وحيوي وفيه ماء وهواء وأخضر، لكن يبدو أن الموجب ووادي عربة واديان سيستمران في الصمت والفقر والقفر، حتى يقيض الله للملك وللبلاد مثل هؤلاء المسؤولين.
هل تعلمون بأن في وادي الموجب سدا بقدرة تخزينية تبلغ حوالي 55 مليون متر مكعب، وأن الوادي مؤهل بشكل طبيعي لأن يكون جزء كبير منه سدا طبيعيا، وأن السدّ ومياهه لم يؤثرا بعد في سفوحه المقفرة حتى من الطير، فلماذا لا يكون أخضر كقلوب الساكنين حوله؟
لا حولة ولا صولة أو جولة إلا بأمر الله.
وبعد هذا الشيء نقول: اللهم ارزقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اترك رد