مشتركة الاعيان تزور المفاعل النووي للبحوث في العلوم والتكنولوجيا
الأردن اليوم _ الرمثا
زارت لجنة مشتركة من مجلس الأعيان (الطاقة والثروة المعدنية، اللجنة الإدارية، اللجنة المالية والاقتصادية) برئاسة العين الدكتور هشام الخطيب اليوم الثلاثاء المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب بحرم جامعة العلوم والتكنولوجيا للاطلاع على أهم استخدامات المفاعل وتطبيقاته وآلية سير العمل فيه.
وضم وفد مجلس الأعيان، رئيس اللجنة الإدارية مازن الساكت ومقرر اللجنة المالية والاقتصادية عيسى مراد والدكتور منذر حدادين والدكتور مصطفى البراري والمهندس عاطف التل وعادل بني محمد وطلال الكوفحي ومحمد شاهين.
وقدّم رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ومدير المفاعل الدكتور سامر أبوقاهوق شرحا حول استخدامات وتطبيقات المفاعل وآلية سير العمل فيه وبخاصّة فيما يتعلق بإنتاج اليود المشع والذي يتم تزويد المراكز الطبية المحلية به لتشخيص ومعالجة مرض السرطان في الأردن، بالإضافة إلى خطة الهيئة المستقبلية لإنتاج نظائر طبية علاجية أخرى كمادتي اللوتيسيوم والتيكنيسيوم.
واطلعت اللجنة المشتركة على الإمكانات التي يقدمها المفاعل للباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية الأردنية من خلال اجراء البحوث في المجالات كافة وخاصة المتعلقة بالتنشيط النيتروني.
كما اطلعت اللجنة على عينات من اليورانيوم الخام تم استخراجها من خلال خبرات أردنية بحتة مؤهلة ومدربة ومرخصة من الجهات المعنية محليا ودوليا والذي سيستخدم في تصنيع الوقود النووي للمحطات النووية ومفاعلات البحوث.
واطلعت اللجنة أيضا على إجراءات السلامة العامة والنووية والأمنية والتي تتبع وفقا لأعلى المعايير المحلية والدولية.
وتضمنت الزيارة قيام اللجنة بجولة داخل مبنى المفاعل للاطلاع على مرافقه كافة والتعرف على تفاصيل العمل بالمفاعل النووي.
وقال طوقان، إن هذا المشروع فريد من نوعه وهو مفاعل متطور جدا ومتعدد الأغراض، وتوجد فيه أنظمة سلامة متطورة، حيث يستخدم لإنتاج نظائر طبية مشعة كما يستخدم لإنتاج نظير الاريديوم المشع الذي يستخدم لأغراض صناعية بالإضافة إلى أنشطة صناعية أخرى عن طريق تشعيع بلورات السليكون التي تستخدم في الصناعات الإلكترونية، ومستقبلا ستتوسع هيئة الطاقة الذرية ببناء خطوط حزم نيوترونية لإجراء البحوث النووية المتقدمة.
وأضاف، أن هذا المفاعل هو الوحيد من نوعه في دول المشرق العربي وهو نقطة مضيئة بين مجموعة من الدول العربية، مبينا أن هذا المجمع النووي يحوي مفاعلا نوويا ومركزا تدريبيا وتعليميا ووحدات لتصنيع وإنتاج النظائر الطبية المشعة تضم احدى عشرة خلية ساخنة ومرفقا خاصا لمعالجة النفايات المشعة المنخفضة والمتوسطة الإشعاعية والتي تنتج عن أنشطة المفاعل ووحداته كافة.
واكد، أن مجموع ما استثمر بهذا المجمع النووي 120 مليون دينار دفعت الخزينة الأردنية منها 56 مليون دينار والباقي تم استكماله من قرض ميسر من دولة كوريا الجنوبية على مدى 30 عاما على أن يبدأ تسديدها بعد 10 سنوات بفائدة 2 بالعشرة من المئة.
وقال، إن هذا الاستثمار العلمي النوعي الضخم هو مفخرة لكل الأردنيين، وسيكون هذا المفاعل الركيزة الأساسية لبناء العقول والقدرات الأردنية لعقود قادمة على مستوى الأردن والمشرق العربي في مجالات التكنولوجيا النووية.
وأضاف، أن المفاعل سهل على القطاع الصحي الأردني توفير النظائر المشعة للاستخدامات الطبية، حيث كانت تستورد من الخارج، وتتناقص الاستفادة منها بسبب اضمحلال نشاطها الإشعاعي مع الوقت نتيجة للإجراءات الروتينية والجمركية، وبذلك يعتبر إنتاج المفاعل من النظائر المشعة خدمة كبيرة للقطاع الطبي.
وفي مجال استكشاف وتعدين اليورانيوم، اكد طوقان ان الدراسات الاستكشافية أثبتت وجود (42) ألف طن من الكعكة الصفراء من اوكسيد اليورانيوم في وسط الأردن، مشيرا إلى انه تم إدراج الكميات ضمن التقارير الدولية المتخصصة بهذا الشأن، لافتا إلى أن مجموعة من الفرق الأردنية تمكنت من استخلاص كميات مخبرية وتجريبية وصلت إلى كيلو غرام من الكعكة الصفراء بعد أن تمت معالجة 8 اطنان من الخام المستخرج من منطقة وسط الأردن .
واطلع السادة الأعيان على عينات من الكعكة الصفراء والتي تم استخلاصها في معامل شركة تعدين اليورانيوم الأردنية. وبين طوقان، أن الهيئة تعكف حاليا على اجراء دراسات الجدوى الاقتصادية لبناء المفاعلات النووية النمطية الصغيرة بطاقة 100 ميجاواط لاستخدامها في تحلية المياه او توليد الكهرباء او انتاج الهيدروجين. وقال، إن هذا النوع من المفاعلات هو من الجيل الرابع المتطور الذي يتمتع بخصائص سلامة عالية وحجم الاستثمار المالي فيها منخفض نسبيا مقارنة بتلك للمفاعلات الكبيرة بطاقة 1000 ميجاواط. يذكر أن المفاعل النووي الأردني يعمل بطاقة 5 ميجاواط ويديره ويعمل على تشغيله 120 من الكوادر الوطنية الأردنية المدربة والمؤهلة على مستوى عال ومتقدم إضافة إلى تامين حراسته كمرفق نووي حساس والتي تقوم بها وحدة من قوات الدرك.