تعريب قيادة الجيش وبسط السيادة
الأردن اليوم _ د. حازم قشوع
لم تكن مسألة تعريب قيادة الجيش الاردني مسألة تقنية تندرج في اطار التدريب والاعداد، او تحسب مسألة وطنية تحسب من تقديرات وطنية فحسب لكنها كانت انتفاضة امة من اجل سيادتها مثلها قرار الحسين في بناء ذاتية الدولة من اجل الدفاع عن امة وحمل لوائها، لذا حمل هذا القرار العميق ابعادا استراتيجية كما أنه له تبعات سياسية على الصعيد العربي والواقع الاقليمي، فالاردن غدا بفضل هذا القرار واحدا من اكثر الدول الاقليمية تطورا على الصعيد العسكري، لما يمتلكه من جهوزية امنية استراتيجية رادعة اضافة الى قرار سيادي وطني مؤيد دوليا ومناصر اقليميا.
هذا القرار الملكي الذي جاء بعد فترة وجيزة من حصول الاردن على كامل عضويته في الامم المتحدة، حيث تزامن هذا القرار مع انحسار المد البريطاني والفرنسي عن المنطقة بانتهاء العدوان الثلاثي، ودخول العالم في حقبة جديدة بقيادة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وهذا يدل دلالة واضحة على مدى القراءة العميقة التي كان يقف عليها الحسين الخالد في ذكراه، عندما استشرف واقع الاحداث بطريقة موضوعية اتخذت من متغيرات الظرف الموضوعي وسيلة لها لتحقيق انجاز تاريخي وطني، حيث استطاع الاردن بفضلها حسم مرحلة المخاض التي رافقت فترة الاستقلال بصبر استمر عشر سنوات وارادة واثقة من حتمية الإنجاز، ميزت نهج الدولة وامتاز الاردن بها في معالجة قضاياه.
ان العقيدة الفكرية التي يحملها الجيش العربي هي العقيدة النابعة من قيمنا التليدة وحضارتنا الاصلية وديننا الحنيف، لذا حملت رسالته على الدوام عنوانا للفكر الانساني وصوتا للنهج الوسطي ونهج الاعتدال الذي يرفض العنف ويحارب التطرف ويعمل من اجل الحفاظ على السلم الاقليمي والسلام العالمي ضمن الاطر الدولية والقوانين الاممية، حتى غدا الاردن يعرف بأمنه ويعرف بأمانه، وباتت مؤسساتنا العسكرية والامنية واحدة من افضل المؤسسات احترافية ومهنية على الصعيد الاقليمي وعلى المستوى الدولي محققة بذلك انجازات كبيرة في حفظ حالة الاستقرار في المنطقه وهذا ما تبين في فترة الربيع العربي عندما تم الاعتماد على الاردن دوليا في مواجهة الارهاب واصبح جلالة الملك المحارب الاول عالميا ضد الارهاب فكان ان عمل جلالته والاردن من اجل حفظ الامن وحدّ من استشراء فوضى التطرف والغلو في مناخات الاقليم فحقق الاردن بذلك علامة فارقة ميزته عن سواه من مجتمعات المنطقة.
ان الشعب الاردني واذ يحتفل بيوم تعريب قيادة الجيش ويستذكر هذه اللحظة التاريخية من وما رافقها من تحديات، فانه ليعظم دور الحسين الباني في حمل راية الامة ويؤكد وقوفه مع جلالة الملك القائد حامل لواء الانجاز كما ليحيي شهداء الجيش العربي ومؤسساتنا الامنية في الدفاع عن الامة وقضيتها المركزية والتي لم تغب اضواء شمس قدسها عن انظار حملت راية النهضة وعنوان عزها التي أرسلها الغر الميامين من بني هاشم الاطهار في حمل لواء الامة وفي الدفاع عن رسالتها التي انطلقت لصالح العروبة ومن اجل العرب.
(الدستور)