كيف يرى الخبراء تأثير المصالحة الخليجية على أداء بورصات الشرق الأوسط ومصر؟
الاردن اليوم _ توقع محللون أن تشهد بورصات منطقة الشرق الأوسط ومصر ارتفاعات قوية في
جلسة اليوم الثلاثاء تزامنا مع ارتفاع شهية المخاطرة لدى مستثمري الأسهم إقليميا جراء التفاؤل بشأن
نتاج القمة الخليجية التي ستنعقد بمشاركة قطر، مؤكدين أن تلك الترجحيات الإيجابية لأسواق المنطقة
تتوقف على حضور جميع قادة دول المنطقة لتلك القمة بالرياض.
وتستضيف المملكة العربية السعودية، اليوم اجتماعات الدورة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج
العربية، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وعلى مستوى أسواق
الأسهم الخليجية، فقد ارتفعت في نهاية جلسة أمس الاثنين بفضل ارتفاع أسعار النفط وتفوقت بورصة
دبي على سائر البورصات بدعم أسهم الشركات العقارية والبنوك.
وقال محمد جاب الله رئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات بشركة ، إننا حاليا بين المطرقة
والسندان في منطقة الشرق الأوسط وفي دول الخليج على وجه الخصوص حيث إن
المصالحة تعنى عوده الاستثمارات والتبادل التجاري بين الأشقاء العرب مما يعود بالنفع على كل
الأطراف.
وأشار إلى أن السؤال الأهم حاليا هو “هل ستصمد البورصات أمام توحش فيروس كورونا وانتشاره
مجددا مع تأثر الأسواق العالمية به سلبا وهبوطها الذي ظهر بالأمس بشكل ملحوظ. ويرى أن المؤشر
الرئيسي للبورصة المصرية سيتجه للإيجابية والصعود بعد انتهاء الإجازات الخاصة بأعياد السنة
الميلادية.
وبدورها، قالت منى مصطفى، مدير التداول في شركة عربية أون لاين لتداول الأوراق، إن الأسواق
ستشهد صعودا قويا وايجابيا جراء المصالحة بين بعض دول الخليج، مشيرا إلى إنه يحب مراقبة
الخطوات التي تستهدف تسليم السلطة بالولايات المتحدة من إدارة دونالد ترامب والذي مازال يشكك
في نتائج الانتخابات إلى إدارة الرئيس الجديد جو بايدن ومدى تأثير ذلك على أسواق المنطقة لاحقا
ولاسيما بعد إتمام المصالحة اليوم.
وتوقع أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس “مصر” ارتفاع قوي للأسهم الخليجية في جلسة اليوم مع التأكيد على حضور قادة دول المنطقة، متوقعا أن يخترق المؤشر العام
للبورصة إيه جي إكس 30 مستوى 11200 نقطة ومن ثم زيادة مستويات 12500 ثم 13000 نقطة
وذلك في حال تأكيد حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتلك القمة التي ستعقد بالرياض اليوم.
وبدوره، أكد الدكتور محمد راشد الخبير الاقتصادي والمدرس بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بنى
سويف، أن المصالحة الخليجية سيكون لها تأثير ايجابي للغاية على صعود البورصات الخليجية حيث ستسود روح تفاؤلية جديدة لدى المستثمرين مما يدفعهم نحو الشراء بالإضافة إلي دخول سيولة جديدة للسوق تمثل دفعة قوية نحو الصعود.
ويعتقد وجود موجات من الصعود المتوالي للبورصات الخليجية عقب المصالحة وستمثل البورصات
الخليجية في تلك الفترة مصدر هام لجذب رؤوس الأموال الدولية.
تفاعل وتأثير
ومن جانبها، رجحت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية أن ينقسم
التأثير والتفاعل علي الأسواق المتواجدة مباشرة في منطقة الخليج، لافتا إلى أن تأثير تلك الأخبار
سيكون أقل علي بورصة مصر.
وأوضحت أن ذلك التأثير الطفيف المرتقب على البورصة المصرية سيكون بسبب أن المصالحة الهدف
منها عودة قطر لاستخدام المجال الجوي لدول مجلس التعاون الخليجي لتوفير ملايين بل مليارات
الدولار كانت تنفق في استخدام المجال الجوي الايراني.
وأشارت إلى أنه علي الرغم من توقع انتعاشة اقتصادية وتبادل تجاري وكذلك تأثير ايجابي علي عودة
الاستثمارات المباشرة والغير مباشرة وكذلك انتعاش البورصات والأسواق وعودة القيد المزدوج وعودة
صناديق الاستثمار الخليجية للاستثمار المتبادل.
ولفتت إلى إننا لا نستطيع إن نغفل إن انقطاع ملايين الدولارات عن إيران والتي كانت تحصل عليها من
قطر وكانت تدعم بة أنشطتها الاقتصادية بعد سنوات من العزلة والعقوبات التي فرضتها عليها
الولايات المتحدة سيعيدها إلي برنامجها في تخصيب اليورانيوم وتجاربها النووية والتي من الممكن إن
تعيد المنطقة إلي الصراعات وضرب ناقلات البترول مما يعرض المنطقة لفقدان الاستقرار والأمان
الدافع الرئيسي للاستثمار الإقليمي والدولي.
وأشارت إنه علي الرغم من وجود جائحة كورونا إلا إن الاستثمارات الأجنبية قلت ولم تنقطع عن
المنطقة الخليجية وإذا احتفظت قطر بعلاقتها الجيدة بإيران فهذا يعرضها إلي حزر في علاقات مجلس
التعاون الخليجي معها فهي معضلة لابد إن تدار بحكمة.
ولفتت إلى أنه علي الرغم من ذلك اتوقع انتعاشة في الأسواق مستفيدة من تلك المصالحة قد تنعش
مؤشرات الأسواق وتدعم ارتفاع السيولة المتداولة وتأثيرها الأكبر علي السعودية وقطر صاحبتي أفضل
أداء للأسواق في المنطقة.
وأما عن مصر، أوضحت حنان رمسيس أن حجم الاستثمارات العربية في الأسواق مازال ضئيل ففي
أواخر التسعينيات ومطلع الالفينات كانت حصة العرب تتجاوز ١٨%أما الآن الحصة الاستثمارية لا تتجاوز
٨%، مشيرا إلى أنه إذا زادت تلك الحصة من التداولات ستنتعش المؤشرات المصرية.
وأشارت إلى أن المستثمر العربي من واقع الخبرة يهتم بالاستثمار في قطاعات معروفة فالقطاع
العقاري في المرتبة الأولي ثم الأغذية والمشروبات ثم المنسوجات وقطاع الأقطان أما في حالة
الاستثمار المباشر في مشاريع مشتركة فستنعش الاقتصاد.
الانعكاس الإيجابي
ومن جانبه، قال محمود شكري الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه إم إس للاستثمار، إن المصالحة
الخليجية من المتوقع أن تنعكس إيجابيا بشكل مباشر وسريع علي سوق المال وخاصة
الشركات ذات الصلة والعلاقة بالتجارة الدولية والخدمات اللوجستيه وخدمات النقل والبضائع والشحن
وقطاعات مختلفة والتي عانت مسبقا من إغلاق الحدود البرية الوحيدة مع قطر .
وأكد أن الحصار اثر سلبا علي جميع القطاعات في السوقين القطري والسعودي علي السواء، موضحا
أن قطر تمثل سوق كبير ومستورد للخدمات والمواد الغذائية لكثير من الشركات السعودية العملاقة،
وبفقدانها هذا السوق اثر سلبا علي نتائج الأعمال وأرباح الشركة.
وأوضح أنه علي الصعيد القطري فغلق الحدود البرية والجوية زاد من عبئ التكلفة علي الكثير من
القطاعات والمصانع والشركات وظهر ذلك في بنتائج أعمال الشركات والمصالحة من شانها وربأ
الصدع ولعله سياسي أكثر منه اقتصادي بين البلدين.
وتوقع أن تشهد أسواق المال في الجلسات المقبلة تحرك ملحوظ ايجابي جراء هذا الخبر، خاصة
قطاعات الشحن والتجارة والمواد الاساسيه والنقل وأيضا قطاعا البتر وكيماويات، وسينعكس هذا
بشكل ملحوظ في نتائج أعمال الربع الأول من هذا العام.
التبادل التجاري
وبدوره، أكد مينا رفيق مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، أن أسواق الخليج و مصر
تأثرت الفترة الماضية بجائحة كورونا و التي أثرت بالسلب على نتائج أعمال بعض الشركات كما أثرت
بصفة عامة على المؤشرات الاقتصادية و مازالت مخاوف انتشار الموجة الثانية و استمرار تأثيرها على
المؤشرات الاقتصادية قائمة.
ولفت إلى أن تلك العوامل تستدعى دول الخليج للاستجابة إلى مبادرة دولة الكويت للمصالحة
الخليجية بين الدول الأربع (السعودية و الإمارات و البحرين و مصر) مع قطر و عودة التبادل التجاري و
عودة تدفق الاستثمارات بين الدول لتعويض آثار الجائحة على اقتصاداتهم.
وأكد أنه شان المصالحة إن تسرع من تعافى القطاع العقاري في الإمارات على سبيل المثال حيث إن
المستثمرين القطريين كانوا يتجهون للاستثمار العقاري بالإمارات كما سيستفيد قطاع الأغذية في
السعودية و مصر من عودة التصدير إلى قطر.
وقالت دعاء زيدان نائب قسم التحليل الفني بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية إن المصالحة التي
أعلنها وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد الناصر والاتفاق علي فتح الحدود البرية والبحرية بين
السعودية وقطر سيكون لهاا مردود إيجابي في نشاط التجاري بشكل عام وتأثير ايجابي علي بورصات
المال بالمنطقة.
وتوقعت أن يكون لذلك آثر في ضخ استثمارات جديدة لتنمية التعاون فيما بينهم وخاصة البورصة
المصرية مع استقرار الوضع بالمنطقة ولو في ظروف أخري بعيد عن جائحة كورونا كان مردود اقوي
وأسرع لكن علي المدى المتوسط والطويل والتي ستنعكس بالإيجاب علي المنطقة العربية بالكامل
وعلي أسواق المال.
مؤشر المخاطر
ومن جانبه، صرح كريم دغيم، محلل خبير أسواق المال، لـ”مباشر”، إن أسواق الأسهم عادة تميل لتكوين
قيعان في فترات زمنيه متقاربة والفارق بين أداء أسواق المنطقة وبعضها البعض طال أو قصر، مشيرا
إلى أن مؤشر المخاطر VIX في مناطق تؤهله أن يرتد لأعلى مما سيجعل أسواق الأسهم الكبرى تبدأ
في الهبوط وقد شاهدنا إرهاصات لهذا وهي الهبوط لمؤشر الداو جونز من فقدانه للزخم وبداية الهبوط في جلسة الأمس.
ويعتقد أن الأسواق العربية ليست بمعزل عن ما يحدث خاصة أنها اقل أداء من المؤشر الامريكى
وافترض إن الاتجاهات العرضية على أفضل الأحوال ستظل مسيطرة، ناصحا المستثمرين بزيادة نسبه
السيولة وتخفيف المراكز في الارتفاعات.
وأكد أن مناطق رفع مستوى حماية الأرباح ووقف الخسارة للمؤشر السعودي “تاسى” للمستثمر قصير
الأجل يقع عند مستوى 8300 نقطة، أما للمستثمر متوسط الأجل فهي تقع عند مستوى 7700 نقطة،
وبالنسبة لمؤشر السوق المصري الرئيسي فإن مستوى وقف الخسارة للمستثمر قصير الأجل ومتوسط
الأجل يقع عند 10200 نقطة.
المصدر الشبكة