الاف الأطباء و50 فريقا استقصائيا ينذرون أنفسهم لكسب معركة فيروس كورونا
الأردن اليوم- نذر الآف الأطباء أنفسهم للعمل على مواجهة فيروس كورونا، فيما يعمل 50 فريقا استقصائيا للكشف عن الحالات والمخالطين دون كلل أو ملل، تمكنوا في فترة قياسية من فحص أكثر من ثلاثين ألف شخص، بحسب أطباء ومختصين.
ويبلغ عدد الأطباء الأعضاء المسجلين في نقابة الأطباء الأردنيين، بحسب سجلات النقابة 24 ألف طبيب، يعمل 16 ألفا منهم داخل المملكة.
وقال أطباء لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الأردن من الدول السبّاقة التي اتخذت إجراءات وقائية، اسهمت بالحد من أعداد وفيات المصابين بفيروس كورونا، علاوة على ما تميزت به المملكة من كفاءات وكوادر طبية وتمريضية من أعلى المستويات العالمية مهنيا، وهذا ما أثبتته أزمة كورونا. وقال مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية مسؤول ملف الكورونا في وزارة الصحة الدكتور عدنان إسحق، إنه تم تشكيل 50 فريقا طبيا استقصائيًا، لاستقصاء الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا ومتابعة المخالطين لهم، وتم توزيع 25 فريقا منهم في محافظة اربد، فيما يتوزع الباقون في محافظة العاصمة.
وبين أنه تم استقصاء ما يزيد عن 30 ألف حالة من خلال تلك الفرق، مشيرا إلى استعداداتهم بكامل المعدات الوقائية، احترازا من العدوى لحالات قد يشتبه اصابتها بالمرض، اضافة إلى كفاءة الكادر الطبي، حيث تشمل الفرق أخصائيي الوبائيات الذين تقع على عاتقهم مهمّة الاستقصاء لأي وباء. وأوضح اسحق أن هذا النوع من الاستقصاء يشمل عدة محاور أولها الحالة المؤكدة، ثم المخالطين من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، مشيرا إلى أن الأردن من الدول السبّاقة التي اتخذت إجراءات وقائية، حيث اشاد العالم بالإجراءات الأردنية المتخذة لمحاصرة المرض، وتمت السيطرة عليه عبر المعابر الحدودية كافة، كما تم وضع فرق طبية متخصصة فيها، تراقب القادمين على أراضي المملكة من خلال الماسحات الحرارية والفحوصات الطبية السريرية والحجر على كل من يشتبه بإصابته بالفيروس لمدة 14 يوما في الحجر الصحي، إلا أن الفيروس سريع الانتشار فتمت الإصابة به وبخاصة القادمين من الخارج.
بدوره، اشاد الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذير عبيدات بكفاءة الفرق والكوادر الطبية، مشيرا إلى وجود زيادة في أعدادهم، ومبيناً أنه لغاية الآن تم الاستعانة بخمسة إلى عشرة بالمئة منهم لمواجهة الفيروس.
واضاف أنه يتم التحضير والاستعداد للمرحلة الأسوأ، أسوة بباقي الدول، بالرغم من أننا لم نصل إلى تلك المرحلة، وجاهزيتنا الطبية عالية، متوقعا على المدى البعيد احتمالية وجود نقص في عدد أخصائيي العناية الحثيثة. وبالرغم من أن أعداد حالات الشفاء مقبولة، بحسب الدكتور عبيدات، إلا أننا نركز على برامج الوقاية والعلاج، مشيرا إلى أهمية توعية المواطن بالمرض وطرق الوقاية منه. من جانبه، أشار نقيب الأطباء الأردنيين الدكتور علي العبوس إلى وجود 24 ألف طبيب مسجلين كأعضاء في النقابة، يعمل 16 ألفا منهم في الأردن، وهم يسخّرون أنفسهم لخدمة الوطن والعمل على محاربة الكورونا، لافتا الى وجود عدد من الاختصاصات تشكل الخط الأول في مواجهة الكورونا وهي اختصاص الأوبئة واختصاص الأمراض الصدرية والتنفسية واختصاص التخدير والإنعاش، واختصاص العناية المركزة، وهم الذين يتعاملون مباشرة مع المريض.
وأضاف ان الخط الثاني يشمل أخصائي الأنف والأذن والحنجرة وهو الذين يقوم بأخذ العينات من البلعوم والجيوب الأنفية، وأخصائية الأطفال إذا كان المريض طفلا، إضافة إلى الممرضين وفنيي التنفس الذين يقومون بالإشراف على الجهاز التنفسي، أما فرق الاستقصاء فهم بالخط الثالث ويقومون بعملية المسح من خلال ذهابهم إلى المناطق التي حدث فيها الاختلاط ، فيأخذون العينات للتأكد من صحتهم. وقال العبوس إنه لا شك أن السياسات والإجراءات التي اتُخذت هي سليمة وجاءت في وقتها، فأدت إلى انخفاض نسب الإصابة والوفيات، مقارنة بما يحدث في دول أخرى، مشيرا إلى عوامل أسهمت بالوصول إلى هذه النتائج منها المجتمع الأردني المحافظ على عاداته الحميدة واهتمامه بشروط النظافة والطهارة والتزامه بتعاليم ديننا الحنيف، ذلك أن الوضوء بما فيه من استنشاق ومضمضة سبيل وقاية ويحمي من تدهور الحالة المصابة وفق ما جاء عن منظمة الصحة العالمية.
وبين أن الرعاية الطبية الأولية ليست موجودة إلا في الأردن، مقارنة بالدول المتقدمة التي غدت تعاني اختلالا في النظام الصحي نتيجة سيطرة القطاع الخاص على هذا النظام، مشيراً إلى أن القطاع الحكومي للمستشفيات والمراكز الصحية في المملكة، تكاد تكون قريبة لكل مواطن في كل منطقة وقرية وحي وبأسعار رمزية، كما مكّن هذا القرب من وصولهم إليها للعلاج حتى في وقت حظر التجول، حفاظا على صحتهم. من جهته، قال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري، إنه دعما لجهود وزارة الصحة، سيتم تخصيص عدد من المستشفيات الخاصة لاستقبال مرضى فيروس كورونا المستجد في حالة تجاوز عدد المرضى قدرة المستشفيات الحكومية المخصصة لهذه الغاية.
ويتمثل دور مستشفيات القطاع الخاص، بحسب الدكتور الحموري، بإرسال متطوعين من الأطباء والممرضين للعمل في مستشفى الأمير حمزة، ومتطوعين للتبرع بالدم لتعزيز المخزون الاستراتيجي لبنك الدم، ومتطوعين من الأطباء والممرضين للعمل مع كوادر الدفاع المدني، إضافة إلى تقديم 50 جهازا تنفسيا صناعيا تحت تصرف وزارة الصحة. وقررت الجمعية وضع كامل إمكانياتها تحت تصرف وزارة الصحة ووضعت خطة طوارئ للمستشفيات الخاصة في طور مواجهة هذا الوباء وتشمل إعداد الكوادر الطبية اللازمة واطلاعها وبكفاءة على التدابير والسياسات المعمول بها وطنياً منذ استقبال الحالات المشتبه بها عند وصولها حتى تحويل الحالات المؤكدة ونقلها إلى مستشفيات العزل المختصة والمحددة من قبل وزارة الصحة.
كما قررت الجمعية تشكيل لجنة من مسؤولي أقسام ضبط ومكافحة العدوى في المستشفيات الخاصة لتنسيق جهودها في التعاون مع وزارة الصحة ومديرية الأمراض السارية بشان اجراءات التعامل مع مرض كورونا.