مرصد اكيد يرصد وجهات نظر خبراء حول الإيجاز الصحفيّ اليومي للحكومة
الأردن اليوم – اصدر مرصد مصداقية الإعلام الاردني “أكيد” تقريرا اليوم الاحد، حول الإيجاز الصَّحفيّ اليومي للفريق الحكومي وما يقدّمه من معلومات عن وباء فيروس كورونا المستجدّ والاجراءات الرسمية، والذي بات يشكِّل مصدراً للمعلومات الموثوقة، حيث تواصل (اكيد) مع عدد من الكتّاب، والصَّحفيّين، ومتابعي الايجاز؛ للحديث حول جُملة من المقترحات المرتبطة بالإيجاز، والتوضيح الحكوميّ بشأنها ممثلًا بوزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، أمجد العضايلة لتقرير (أكيد) في معرض تعليقه على عدد من الملاحظات التي وردت حول الإيجاز الصحفي، إنَّ عدد الايجازات الصحفية وصل في بداية الأزمة إلى 3، ومع تطوّرها وامتدادها، ولضرورة تنظيم التدفّق الإعلامي ارتأت الحكومة تركيز ذلك في إيجاز صحفيّ واحد، ليُتاح للحكومة على امتداد ساعات النهار جمع المعلومات والتَّحقق منها، والإعداد بشكل جيّد بخاصّة فيما يتعلّق بعدد المصابين.
وأشار الوزير العضايلة الى ملاءمة توقيت الساعة الثامنة مساء لمختلف الوسائل الإعلاميّة المحليّة من ناحية التغطيات والبرامج التلفزيونيّة، مؤكدا أنَّ ذلك لا يمنع من وجود “إيجازات” صحفيّة مهمّة في أوقات محددة، بغرض الإعلان عن قرارات وإجراءات وتطوّرات مهمة، وتبث هذه عادة عند الثَّانية بعد الظهر أو السَّادسة مساء.
وحول المعلومات الوافية عن الإصابات التي يعلن عنها وزير الصحة الدكتور سعد جابر يوميًا، أوضح العضايلة لـ “اكيد” أنَّه في بداية الأزمة كانت الإشارة إلى مصدر الإصابة ضرورية سواء من خارج الأردن أو داخله، لكن مع إغلاق الحدود ومعرفة معظم مصادر الإصابات الأولى وتحديدها، أصبح ذكر المصدر لا يُمثل جزئية معلوماتية جوهرية؛ لأنَّ الحالات باتت في غالبيّتها مخالطة، وفي حال وجود أيِّة حالة سبب إصابتها من خارج الأردن فإنَّ المصدر يوضح.
وفيما يتعلّق بتعقيم المناطق وأماكن السَّكن التي تظهر فيها إصابات، أوضح أنَّ ذلك من الإجراءات الثَّابتة والمتَّبعة مع كلِّ حالة، وبالتالي لا قيمة إخبارية مضافة من التركيز على إبرازها في الإيجاز الصحفيّ، علمًا أنَّ حملات التعقيم يتمّ الإعلان عنها بشكل دوريّ من قبل الأجهزة المتخصّصة التي تقوم بها مثل الدِّفاع المدنيّ، وسلاح الهندسة الملكيّ، ووزارة الصِّحة، والبلديات.
وحول الإفصاح عن عدد الحالات التي يتم فحصها يوميًا وفي أية منطقة، أكد العضايلة الحرص على ذكر المعلومة خلال مداخلة وزير الصحة اليوميّة في الإيجاز، وذلك لأهميّتها في إبراز أحد جوانب التعامل مع الوباء والمتمثلة في التَّوسع المستمرّ في الفحوصات، والعشوائيّة منها، مشيرا إلى أهميّة تقرير الحالة الوبائيّة الذي يصدر بشكل شبه أسبوعيّ عبر المنصّات الحكوميّة، والذي يُقدّم معلومات تحليليّة وبعمق أكبر مما يتيحه الإيجاز الصحفيّ، إذ يتضمن بيانات الإصابات بالتفاصيل.
وبشأن إمكانية حضور الصَّحفيين للموجز الصَّحفي، ولو مرة واحدة في الأسبوع، أوضح العضايلة أنّ ذلك لا يتواءم مع إجراءات الوقاية الصِّحية الاحترازية الصَّارمة التي نتبعها في موقع تقديم الإيجاز بشكل أساسيّ من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، أو دار رئاسة الوزراء، حيث إنَّ المساحة التي يتم فيها تنظيم الإيجاز لا تتيح استيعاب عدد إضافيّ من الصَّحفيين، وهو ما يُعدّ تجمّعًا ويخالف تعليمات لجنة الأوبئة وقرارات الحكومة، مشيرا الى امكانية دراسة نماذج لممارسات عالمية تتيح التفاعل مع الإعلام عبر الاتصال المرئيّ.
الى ذلك، أكّد الكاتب الصحفيّ ووزير الإعلام الأسبق طاهر العدوان لـ (اكيد)، أنّ “الإيجاز الصحفيّ اليوميّ عن عدد الإصابات لا يكفي، مُقتَرِحاً بأن يقدِّم وزير الصِّحة، بالتَّعاون مع لجنة الأوبئة، تقريراً كلّ ثلاثة أيّام للحالة الوبائيّة، يوضّح تطوّر مجرى الوباء، وارتفاع عدد الإصابات أو انخفاضها، بالإضافة إلى حالات الشِّفاء”.
واقترح أستاذ التَّشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة عقد الإيجاز الصحفي كلَّ 12 ساعة، وليس كما هو الآن كلَّ 24 ساعة، الأمر الذي يمنع المتابعين من البحث عن مصادر أخرى للمعلومات، والتي غالبًا ما تكون غير صحيحة.
من جهته اقترح مدير عام هيئة الإعلام السَّابق المحامي محمد قطيشات أنَّ الإعلان عن أسماء المصابين، وأماكن سكنهم، وطبيعة عملهم، “قد تُسهم في توعية وتحذير أقارب المصابين وأصدقائهم وزملائهم، وتحذيرهم بعدم الاختلاط معهم، واتخاذ الاحتياطات والاجراءات الطبية المُتبعة”، لكنه عاد وأكد أهمية المحافظة على الخصوصيّة، والحياة الخاصّة للمصابين، وحماية سمعتهم، أو الإساءة لهم عبر وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعيّ.
بدوره، اشار المحامي المختصّ في قضايا حقوق الإنسان محمد النسور إلى ضرورة تقديم معلومات كافية حول الإصابات، دون الإساءة إلى حياة أصحابها الخاصة بهدف طمأنة الناس، وليس بالضرورة أن يتمّ ذلك خلال الإيجاز الصحفيّ، حيث يمكن عرضها على المنصّات الحكوميّة، أو عن طريق بثّ أكثر من إيجاز صحفيّ خلال اليوم الواحد، إلى جانب تفعيل القانون ومحاسبة كل من يتعدّى على الآخرين.
ويقترح رئيس تحرير موقع عمون الإخباريّ سمير الحياري، على الحكومة تقديم سرد أطول للحالات والإصابات والظُّروف المحيطة بها خلال الإيجاز الصحفيّ اليوميّ، كي تقطع الطريق على “المُتنمّرين” وصدّهم عن نشر الإشاعات والتَّطاول على خصوصيّة المجتمع والأفراد، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات القانونيّة بحقِّ من يُروّج الأكاذيب والافتراءات، وتزويد المواطنين بالمعلومات أوّلًا بأوّل.