رمضان في الأغوار الوسطى: كورونا تفاقم أوضاع الأسر الفقيرة
الأردن اليوم-
فيما تنتظر مئات الاسر الفقيرة بفارغ الصبر قدوم شهر رمضان ليفرج بعض من همومهم، جاءت جائحة كورونا لتزيد من معاناتهم وتحرمهم من المساعدات التي طالما انتظروها
وتراجع اعداد المتبرعين وازدياد اعداد المحتاجين يجعل من الشهر الفضيل مختلفا كليا عن السنوات الماضية، ففي الوقت الذي زادت فيه الاعباء المعيشية للاسر جراء ارتفاع الاسعار وتراجع قدرتهم الشرائية حالت اجراءات الحظر دون تمكن المحسنين من ايصال المساعدات للمحتاجين في مناطقهم، وحدت من قدرة العاملين في المجال الخيري من الوصول الى المتبرعين، الذين يتواجد معظمهم في العاصمة والمدن الرئيسة الاخرى
وتؤكد ام عصام، انها كالمئات من ربات البيوت الفقيرة، تنتظر شهر رمضان المبارك كل عام لتعيش حياة مختلفة كليا عن بقية شهور السنة، موضحة ان شهر رمضان تكثر فيه الصدقات وعادة ما كان يوفر لهم لقمة عيش كافية، في ظل اوضاع اقتصادية صعبة تحول توفير المتطلبات الضرورية
وتبين، ان غالبية الجمعيات الخيرية كانت تقوم قبل شهر رمضان بتفقد الاسر المحتاجة وتزويدهم بالمواد الغذائية الرئيسة، كالخبز والارز والسكر والزيت والمعلبات، والتي تغنيهم عن السؤال خلال الشهر الفضيل، الا ان رمضان الحالي مختلف، اذ ان غالبية الجمعيات لم تعد قادرة على تقديم المساعدات لهم
ويشير ابواحمد، ان رمضان يعيد للفقراء الاحساس بالحياة بوجود اناس يهتمون لأمرهم ويقدمون لهم ما يسدون به الأفواه الجائعة لديهم، موضحا ان قيام المحسنين بتقديم المساعدات خلال الشهر الفضيل يمسح الحزن عن وجوه المئات من الاطفال والنساء والشيوخ الفقراء، ويبعث الفرح في قلوبهم
ولكن الحال الى الآن غير مبشر، اذ ان غالبية الاسر الفقيرة التي كانت تعتمد على الجمعيات والمؤسسات الخيرية لم تتمكن من الحصول على مؤونة الشهر الى الآن ، بحسب ابواحمد والذي اوضح ان ظهور آلاف الاسر المحتاجة ممن فقدوا مصدر دخلهم دفع القائمين على هذه المؤسسات للتوجه لتقديم المساعدات لهم وقلل من الدعم الموجه للفقراء
ويبين احد العاملين في الجمعيات الخيرية سعيد العدوان، ان معظم الاسر الفقيرة تنتظر شهر رمضان المبارك من العام الى العام، لما فيه من الخير والبركات، خاصة وان بعض هذه الاسر غير مسجلة في كشوفات المعونة الوطنية او الجمعيات الخيرية، التي توزع المساعدات ما يزيد من معاناتهم، لافتا ان هذه العائلات التي تبحث عن أي شيء يسد رمقها تجد في ايام الشهر الفضيل طاقة فرج
ويضيف انهم يقومون كل عام بجمع التبرعات والمساعدات من المحسنين، الذين يجدون في رمضان فرصة عظيمة لكسب الاجر، وتوزيعها على شكل طرود غذائية على الاسر المحتاجة، موضحا ان اجراءات الحظر ومنع التنقل بين المحافظات حرم المئات من الاسر المحتاجة من هذه المساعدات
ويشدد العدوان، على ضرورة السماح للجمعيات الخيرية ولجان الزكاة بالتنقل الى المحافظات وخاصة العاصمة للوصول الى المتبرعين، الذين يطلبون منهم الحضور لأخذ المساعدات سواء عينية او نقدية، موضحا ان بعض الجمعيات بنت علاقات وثيقة مع مؤسسات واشخاص كداعمين للجهود التي تقوم بها لرعاية المحتاجين
من جانبهم أشار عدد من رؤساء لجان الزكاة والجمعيات الخيرية، إلى أن نشاطهم يزداد مع بدء ايام الشهر الفضيل وازدياد الايرادات من المحسنين، الذين ينشطون خلال الشهر، الامر الذي يمكنهم من توفير المساعدات لأكبر عدد من الاسر الفقيرة، مستدركين، الا ان وجود المئات من المتعطلين عن العمل في كل منطقة، اضافة الى العشرات من الاسر السورية في مناطق الاغوار يزيد من الاعباء الملقاة على هذه اللجان