المغتربون الأردنيون ما لهم وما عليهم – بسام ابو النصر
يقف الاردنيون المغتربون على مفترق طرق امام عودتهم الى وطنهم لقضاء اجازتهم في وطنهم وهذا حق سنوي بين القوانين التي وضعتها اللجان المختصة بالجائحة وقوانين الدول التي يقيمون فيها الان والتي ربما تمنعهم من العودة في حال خروجهم، ومدة الحجر التي يواجهونها في حال عودتهم وربما هناك حاجة وطنية اقتصادية لعودتهم وحاجة عاطفية لديهم لقضاء اجازاتهم، واين الحضن الذي يسهل عليهم العودة ويقوم بالتنسيق مع الدول المضيفة لهم لضمان عودتهم وهل الاجراءات التي تقتضي عودة سريعة وتسهيل عمليات الحجر.
هم العنصر الاول لدعم الاقتصاد الوطني الذي هو احوج الان لما سيقدموه من دعم لما استنزف خلال الاشهر الاخيرة، هل هناك استراتيجية لاعادة سريعه لهم دون ان يكون هناك اية اضرار لعودتهم حفاظا عليهم وعلى المجتمع الذي يعودون اليه، ان المغتربين الاردنيين في الدول الخليجية قد ساهموا في بناء المجتمعات التي يقيمون فيها اضافة الى مساهمتهم الفعالة في بناء الاقتصاد الوطني.
وردا على مقالة لكاتب اردني في وكالة اردنية الكترونية بعنوان «ماذا قدم المغتربون للاردن « سأجيب في عجالة، كيف يمكن للمغتربين ان يخدموا بلدهم ويقدموا السيولة التي يقدمونها والتي تتجاوز 5 مليارات دينار اردني سنويا وهم خارج الحدود وكيف يكون لهذا الكاتب ان يجحد دور المغتربين ومبادراتهم المتعددة تجاه وطنهم وهل وقف التبرع للوطن حتى يقيم هذا الكاتب جهدهم الذي استمر لسنوات اغترابهم حتى يحصره فقط خلال الجائحة وأين مؤتمرات المغتربين التي كانت برعاية ملكية سنوية خلال أشهر الصيف والتي قدم فيها المغتربون استثمارات عديدة أفادت قطاعا كبيرا من العمالة التي ما كانت لتقوم لولا الراسمال الذي قدمه المغتربون، كيف ستكون هذه العقارات التي اشتراها المغتربون خارج الاردن لو وجدوا حاضنا اقتصاديا يضمن لهم رؤوس اموالهم وهم المصدر الرئيسي للضريبة في غدوهم ورواحهم في حين نجد التهرب الضريبي من صغار الشركات التي اقامها بنو جلدتهم داخل الوطن، كيف تجرؤ هذه الاقلام على المغتربين الذين هم في اعلى مراتب الانتماء للوطن وهم في الأماكن الأكثر تضررا بهذه الجائحة ويقيمون وسط حرائقها التي تهددهم وتهدد أبناءهم وبناتهم ولا يجدون خارطة طريق لعودتهم الى الوطن الذي سلم من هذا الوباء بفضل المخلصين من، اليس هؤلاء هم من تقطعت بهم السبل عندما اغلقت امامهم ابواب الرزق فذهبوا لطلب رزقهم ورزق أبنائهم ليعودوا بها لبناء الوطن. الا يمكن لهؤلاء الكتاب ان يوجهوا انتقاداتهم للملايين التي استرخصت جيب المواطن سواء كان مغتربا او مقيما ولم تقدم للوطن في هذه الجائحة شيئا يذكر.
والسؤال المحير كيف يتناقض هذا الكاتب مع نفسه حين يشير الى تقصير سفاراتنا في الخارج في جلب الدعم من المغتربين الذين يجدون صعوبة في التواصل مع سفاراتهم وممثلي بلدهم ولن اشمل الجميع فهناك سفراء يسهرون على مصالحهم في العودة التي تحفهم بمصاعب كثيرة ولديهم استعداد لدفع الكثير من مدخراتهم التي لا تصل الملايين كما يتوهم الكاتب وان حياتهم في دول الاغتراب ليست بهذا الترف الذي يتوقعه، فهم يجمعون في الغالب ما يكفيهم خلال اقامتهم في الصيف ويدفعونه عن طيب خاطر لانهم يشعرون انهم يقدمون لبلدهم ويساهمون في تطويره. وعلى الكاتب ان يسال البنك المركزي كم يقدم صغار المغتربين للبنوك كودائع نقدية للقادم من ايامهم وتكون هذه الودائع حصيلة جهدهم وتعبهم، وايضا تقوم هذه البنوك بتقديم قروض ميسرة منها للدولة لتنجز خدماتها للوطن.
واخيرا ينتظر المغتربون من دولتهم عودة آمنة دون مزيد من الخسائر وأن تتكفل مع الدول المضيفة بعودة اليها مع انتهاء الجائحة وننظر بعين المواطنة التي تفيض فيها اعيننا واعين أبنائنا وهم يراقبون وسائل التواصل الاجتماعي واجهزة التلفاز بأن وطننا يتعافى بوتيرة أعلى من كل دول العالم ما يثير فخرنا ويثلج صدورنا راجين الله ان يشمل هذا التعافي دول الجوار العربي والإسلامي والإنساني وعاش وطننا آمنا سالما في ظل قيادتنا وحكومتنا والمخلصين من أبنائه.